من خلال الندوة التأبينية التي تبناها القضاة في محافظة تعز لزميلهم القاضي أحمد بن محمد بن محمد بن علي المجاهد التي عقدت في مبنى المحافظة المؤقت صباح اليوم الأحد الثالث عشر من فبراير 2022م.

والتي حضرها حشد من القضاة والأدباء ومسئولي السلطة المحلية , تبين أن الرجل لم يكن قاضيا عادلا وشاعرا عظيما ' بل كان كذلك مناضلا من المناضلين الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في تأسيس الخلايا الأولى لطلائع جبهة التحرير التي لعبت دورا في تحرير جنوب الوطن . 

وهو فوق ذلك لعب دورا كبيرا في إعادة بناء الجهاز القضائي في محافظة تعز بعد الحرب الإنقلابية المشئومة , منطلقا من أن القضاء واحترام الدستور والقانون وتحقيق العدالة هو الشرعية بذاتها .

ألقى إبنه القاضي نشوان المجاهد رئيس محكمة قضاء الحجرية مقاطع من قصائد والده العديدة في كلمة التأبين الأسرية ' أكدت بأن الرجل كان يعتبر الأدب مدخلا لتحقيق العدالة ومن خلال إحتكاكي بعدد ممن تقاضون أمامه في مستويات قضائية متعددة , برهن بأنه كان نصيرا للعدالة واحترام وتطبيق القانون..

لقد خسرت محافظة تعز ومن وراءها اليمن بأكملها رجلا عملاقا في القضاء والأدب والنضال الوطني وكتب وسيكتب عنه الكثير من الأدباء والكتاب أنه كان النصير الأول للإنسان  والثقافة والعدالة والأدب في المحافظة .

أحمد المجاهد يعتبره الكثير من المثقفين بأنه كان الذاكرة الإجتماعية والتاريخية والحضارية الأولى لمحافظة تعز التي تعتبر القلب النابض لليمن وكان يحتل مكانة إجتماعية كبيرة في أوساط إجتماعية متعددة وأكبر دليل على ذلك هو أن جنازته حفها ما يقرب من عشرة ألف شخص من أبناء تعز ..

لرجل تنبأ في إحدى قصائده أنه سيموت ولكنه اعتبر أن كثيرا من الأموات يظلون أحياءا بأعمالهم وأخلاقهم وما قدموه في حياتهم , بينما هناك كثير من الأحياء أمواتا عند ربهم لا يرزقون ..

 رحمة الله وسلامه على القاضي أحمد محمد المجاهد الذي سيظل حيا في حياتنا وإن توفاه الله وأنزله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..