الزلزال الثوري ل26 سبتمبر

السبت 24 سبتمبر 2022 - الساعة 07:31 مساءً

 

 لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ثورة كالثورات العادية , ولكنها كانت زلزالا ثوريا كبيرا قاد إلى ثورات متعددة في موجات متلاحقة ومنها , ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 في جنوب الوطن ضد الإستعمار البريطاني . 

 

 وخلال المرحلة الأولى من الثورة التي أطاحت بنظام الإمامة , رفع ثوار سبتمبر شعار " يد تبني ويد تدافع " وتأسست الكثير من المدارس الأساسية والثانوية وأصبح التعليم مجانا ..

 

 كما بنيت العديد من المستشفيات ونشط التجار وأصحاب الرأسمال الوطني في عملية البناء والتنمية في الشمال , في حين واصل ثوار الرابع عشر من أكتوبر توجيه ضرباتهم للإستعمار البريطاني حتى أجبروه على الخروج في ال30 من نوفمبر عام 1967م . 

 

ومنح الآلاف من الناجحين من طلاب الثانوية العامة منحا دراسية الى الدول الشقيقة والصديقة وتخرج الآلاف من الكوادر في مختلف التخصصات المدنية والعسكرية وتحسنت خدمات الصحة والتعليم وأعلن الإستقلال في جنوب الوطن في الثلاثين من نوفمبر 1967م وانضم كثير من مقاتلي جبهة التحرير والجبهة القومية إلى مناصرة رفاق السلاح وطلائع القوات المسلحة الشمالية في الدفاع عن صنعاء وكسر الحصار الذي يطوق صنعاء من قبل مناصري الإمامة فاضطرت القوى الرجعية والعنصرية الإمامية السلالية بعد كسر الحصار إلى أسلحة أخرى وهو سلاح الطائفية لبث الفرقة بين رفاق السلاح وهو ما مثل إنتكاسة لطلائع القوات المسلحة وثوار سبتمبر وقامت حركة 5نوفمبر , إلا أن أغلبية أبناء الشعب اتجهوا بعد ال5 من نوفمبر إلى التعليم والهجرة والإهتمام بشئونهم الخاصة.

 

 وبعد فترة قامت حركة الثالث عشر من يونيو التصحيحية بقيادة المقدم إبراهيم الحمدي وحاول أن يجدد في مسار ثورة سبتمبر ولأول مرة في عهده توضع خطة تنموية خمسيه على أسس علمية وتظهر حركة تصحيحية لمسار ثورة 26سبتمبر وتنشأ الحركة التعاونية وتزدهر في مناطق شمال اليمن .

 

 حيث بنت الآلاف من المدارس الأساسية والثانوية والمئات من المراكز الصحية والمستوصفات وشقت الحركة التعاونية عشرات الآلاف من الكيلومترات من الطرق الترابية والمرصوفة التي تربط المدن الشمالية المختلفة بالريف وتوجه الناس إلى التعليم الأساسي والثانوي وفتحت أبواب الهجرة إلى المملكة العربية السعودية على أوسع نطاق وانضم مئات الآلاف من الطلاب إلى المدارس الحديثة ومنح عشرات الآلاف من الطلاب منحا للدراسة في كثير من دول العالم وتغير وجه اليمن ووصل طلاب التعليم الأساسي والثانوي والجامعي إلى الملايين في شطري الوطن اليمني .

 

وبدأت الأنظار تتطلع لدى القادة السياسيين في شطري اليمن إلى الوحدة وتحققت الوحدة اليمنية في ظروف كان قد تغير فيها وجه اليمن شمالا وجنوبا , إلا أن قوى الثورة المضادة بدأت تنخرفي جروح الصراعات التي كانت سائدة قبل الوحدة بين شطري الوطن واستمرت حركة عدم الإستقرار إلى أن قامت ثورة الحادي عشر من فبراير في إطار موجة من موجات زلزال ثورة سبتمبر 1962م.

 

وهكذا وجدت قوى الثورة المضادة ضالتها في حضن هذه الثورة لتمارس التقيا ولتفرخ انقلاب القوى الظلامية في ال21 من سبتمبر  وهي التي كانت تتربص لضرب الوحدة اليمنية وثورة السادس والعشرين من سبتمبر وإعادة الشعب اليمني إلى عهود الظلام ولكن هذه المرة بتوافق إمريكي  بريطاني إيراني صهيوني بهدف إعادة إقتسام العالم . 

 

وكانت القوى السلالية العنصرية في طليعة قوى الثورة المضادة وبعد أن وجدوا في إيران حاميا وحارسا وممولا , في وقت يشهد فيه العالم ثورات علمية وتكنلوجية ومعلوماتية في مجال الإتصالات والمعلومات.

 

 وهكذا فإن الثورة المضادة للحوثيين سبحت ضد حركة التاريخ ووجدوا أنفسهم يحرثون في بحر من الجهل والجهالة لا يعرفون ما ذا يريدون , بل أن نظام الملالي في إيران الذي يعتمدون عليه في بقاءهم هو الآخر مهدد بالسقوط في أي منعطف من منعطفات الثورات التحررية للشعوب الإيرانية التي كافحت عقودا من الزمن من أجل الحقوق والحريات . 

 

  الجدير بالإشارة أن الحاضنة القبلية التي مشت وراءهم بدأت تتململ بعد أن ذهب تأثير رماد الخرافة الذي كانوا يلقونه على عيونها وستقفز مع أي موجة من موجات الزلزال الثوري للسادس والعشرين من سبتمبر إلى القضاء عليهم وإن غدا لناظره قريب .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس