دولة (( الدُبْ )) !!!

السبت 25 نوفمبر 2017 - الساعة 06:54 صباحاً

 

ما ان انتشر الخبر , بانهم سيجرفون كل تلك المباني , حتى تهيأ الجميع امتثالا لما تريده الدوله , فقد تربوا على طاعتها ولو على حساب مصلحتهم . 
لقد تقرر تحويل تلك المساحة ايام الرئيس علي عبد الله صالح الى ميدان فسيح معالمه العرضي, وجامع ومقبرة الشهداء و مدرسة المدفعيه , على ان تُجرف عمارة العاقل والمحضار , ليبقى باب اليمن او ما كان يسمى باب عدن , ومن ثم سيعاد السور الذي جُرف ذات نهار ايام السلال وشكًل عالما امتد من محطة العولقي حتى عمارة الرويشان وتحتها آخر دكان (( مستودع الامل لبيع قطع غيار السيارات لسليمان شرف والحاج نعمان محمد غالب)) رحمهما الله . 
ثمة سلسلة مطاعم للفول , تحديدا لعبد الملك خويلد , علي سيف قائد , محمد بن محمد قائد , الدب , وهناك استحوذ الدب على الاشارة الكاملة للمكان . 
والدب كان يومها شابا اسمرا ممتلئ القامة بشميزه وفوطته قوي البنية , والمشدة ان اضطر يوما الى نزعها عن راسه بقيت الكوفيه . 
يا دب نص فول , يا دب واحد فاصوليا بالزيت , وبرغم ان الجميع ينزل الطلبات الا ان اسم الدب طغى على الجميع وصار يؤشر الى فول باب اليمن ليلا بفول الدب !!! . 
كانت صنعاء القديمة تحج شابة كل ليلة الى دولة الدب , ودولته بمطاعمها الاربعة او الخمسة يبدأ دوامها مغرب كل ليلة حتى يُشرق الفجر والصبح معا على اصوات المسافرين على باصات الشركه اليمنيه للنقل البرى والى كل الاتجاهات !! . 
كان اصحاب الفول منكسرين بذكرياتهم وعلاقتهم بالناس قد قرروا ان يرحلوا , يتسلمون التعويض ويبحثوا عن منافذ اخرى للرزق فهم لا يكلون ولا يتعبون , بل ان الدب قرر ان يستبق الامر , وحتى لا يكون شاقا عليه ان يترك دامعا دولته ان يُغادر مبكرا , فقد غادر الى قريته حاملا اجمل الذكريات لليال عرف فيها صنعاء التي كان يحلوا ليلها , فترى ايضا الخارجين من سينما بلقيس يتجه معظمهم الى باب اليمن , وكذا من السينما الاهليه يتذوقون فول الدب وزيته ويذهبون !!! . 
لليل صنعاء جماله الاخاذ يوم ان كانت اللحظة آمنه , وهنا اتذكر انني الى الآن لم اقرأ تحقيقا اعجبني لصحفي يمني حتى لبجاش , سوى تحقيقا لحمود منصر (( صنعاء بعد منتصف الليل )) في صحيفة الوحده , زار خلاله حتى مجانين تلك الفترة الي لم يخلوا جنانهم من مغزى ما تداوله الناس !!! , صورة اخرى لجمال ليل عبد المغني عندما كانت الرياح تاتي محملة من الشرق ببعض الجراد فترى عشاق الليل يلاحقونها على اضواء الاعمدة على جانبي الشارع !!!
تراجعت الدولة عن توسيع الميدان , واعاد الجميع ملابسهم الى المساحات الخلفيه للمطاعم , الا الدب , فقد عاد الى قريته منكسراحنقا على علاقته بالناس فقط , وعلى رزق سينقطع وحتى اليوم . 
وعاد الآخرون اخيرا تحت وطأة العمر الى قريتهم حيث هم من قريه واحده ((النباهنه كدرة قدس)) . 
لم يعد لباب اليمن طعم , ولا لليالي الفول وصباحاته ان كان موجودا ذوق , وحتى صنعاء القديمة لم تعد تخرج في لياليها , بل تتدثر ببطانيتها منذ ان حل الغروب مبكرا !!! . 
اجمل ما في الامر ان الدب حسبها فوجد ان زمنه حان وقت مغادرته , وان زمنا آخر تتشكل معالمه في الافق , فغادر بروح رياضية لان والده وكبار القرية كانوا يرددون امامه (( ما حدش ياخذ زمنه وزمن غيره )) ..
لدولة الدب شمها وطعمها حتى اللحظه ...وللدب حضوره في الاذهان الى يوم يبعثون ...
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

...........................................................................

لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام

https://telegram.me/alraseefpress

 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس