المقالح ...او مطران
الاثنين 17 ابريل 2017 - الساعة 04:32 صباحاً
عبدالرحمن بجاش
مقالات للكاتب
في قريتي يشمخ نحو الاعالي جبل مطران , ومطران جبل , تلثم الشمس هامته عند كل شروق , وكلما فتحنا اعيننا على هامة الجبل كل فجر فلا ندري هل نقبل وجه الشمس , أو ان الشمس تقبل رؤوسنا , لا فرق , وقد صار مطران عنوان قدس , وقدس تدور حولها الحكايات من قادش الى قدس الى القدس وما بينهما , قبلهما وبعدهما .
مطران الجبل المرتفع جدا حتى لتكاد تمسك عدن من عند هامته ليالي الصيف المشرقة , صار في نظري والمقالح بهامة واحده , بنفس الارتفاع , بنفس السمو والشموخ , حتى انني من فرط حماستي وحبي لهامة مطران لم انم ذات ليله فقد تخيلت ان احدهم اعتدى على الهامه ووزعها احجارا على تجار الاحجار !!! , فبادرت بالاتصال لصديق منزله بالقرب من الهامة العليا : (( رجاء تنبه لمحاولات البعض المساس بالراس , ومنع الصغار من المس بتلك الهامة العالية)) .
المقالح هو مطران في نظري .
عندما احاط الخطر العظيم بالاتحاد السوفيتي من النازيه اصدر ستالين بيانه الاعظم الى شعوب الاتحاد السوفيتي , لم يطالبها بالدفاع عن بلد ستالين او لينين , او البلاشفة او المناشفه , بل ارسلها صرخة دوت في كل اذن : (( هبوا للدفاع عن وطن تولستوي وبوشكين )) , فهبت تلك الشعوب العظيمة وقدمت من ابناءها ما يقرب من ال 32 مليون مواطن عظيم , في هذا الزمن ايضا لا يزال تولستوي وبو شكين حاضرين بعظمه , وتوارى راضيا خلفهما ستالين من قاد ذلك البلد العظيم الى النصر , لم تات لحظة ليقول انا الاعظم , بل اضيف راسه تمثالا راسيا مهيبا بين الرؤوس عند جدار الكرملين , وظل تولستوي وبوشكين وجوركي اهم عناوين الاتحاد السوفيتي وروسيا اليوم .
سألني ذات لحظه صديق اعتز به : لماذا لم اجدك في مقيل مع د. المقالح ربما مطلقا ؟ , قلت هذا صحيح فانا اتهيب ان اجلس في حضرته , بل اتهيب وانزل براسي الى الارض قبل ان انظر الى وجهه , هذا انا ولن ادعي غير هذا وبالمطلق , وانا احد تلامذة هذه المدرسة العظيمه (( المقالح )) اذا اذن لي بذلك . هل يمكن لي يوما ان اناقش جبل مطران عن سر سموه ؟ لا يمكن ..,
هل يمكن ان تطلب من الشمس الا تقبل هامته كل صباح ؟ لا يمكن , هل يستطيع أي صغير ان ينال من جبل مطران حتى اذا اتى بكل آلات الحفر الغبيه تلك التي تنحر اجساد الجبال ؟ لا يمكن , فالحجر الذي يرمى في ((هيجه )) لا تسمع سوى صوة انكساراته على كل صخره !!! .
هل يمكن لي ان اعلم المقالح مبادئ الوطنية ؟؟ والله عيب علي وعلى قلمي اذا تجرأ واقترب من هامة مطران , هل يصيبني الخبل يوما واتجرا واقول للمقالح تعال اعلمك كيف تكتب الشعر !! , وكيف تكتب للوطن , حتى الخجل سيحاكمني .
المقالح انسان كبير , شاعر اكبر , بل هو جبل مطران , هو كلمه , هو حرف , هو وطن , ولمن لا يريد ان يفهم عمرك لا فهمت , نحن نفهم .
لله الامر من قبل ومن بعد .