أنا خريج ادب انجليزي …!!
الثلاثاء 16 يوليو 2019 - الساعة 04:15 صباحاً
عبدالرحمن بجاش
مقالات للكاتب
اذا كان للسفرسبع فوائد ، فإن للخروج من البيت اضعافها …
دنوت من نافذتي ، كانت الطيور الصغيره تحوم حول رزقها من شجرة (( البلس )) ، صرخ الصغير: أكلين البلس ، قلت : رزقها ، مالكش دعوه …
ثمة سحابة تزحف لتغطي على جزء من وجه الشمس ، دعتني بالحاح للخروج ، وانا كنت مستعدا من الصباح الباكر...وصنعاء حين تغيم وتهمي السماء تتحول إلى مدينة جميله لولا النظافه التي يتجاهل أمرها خطباء الجمعه لإنشغالهم بالدعاء على الاخرين أن يجعلهم غنيمة لنا !!!...
امتطيت سيارت البنت ، بعد أن (( تفاقدت )) كما كان يقول اهلنا الماء والزيت ، ومسحتها بيدي ، بقي في ذهني كيف اتحايل على العسكري في النقطة المستحدثة ملاحقة للمطلوب منهم أن (( يجمركوا )) مرة ثانيه ، اتحسس الكيس الذي فيه اوراقها ، انظرالى جمارك عدن واضحك باكيا : كيف ؟؟!!..
بالفعل استطعت تجاوز النقطه ، لالاحظ من بعيد أن النقطه خاليه من أي عسكر، فاطمأنيت لاقع في الفخ ، كانت النقطه قد تحركت قليلا حيث لاتراها سوى فجأه ، اشارالي بالوقوف ، وقفت ، بادرته : أمانه أين يجمركوا؟ ، لم يفهم : أين الأوراق ؟ ، قلت هاهي ، نظراليها : حن ...فحنيت !!!..
كنت سأذهب إلى الشباب الصومال حيث يغسلون السيارات ، فتراجعت : نص سىرويس افضل ، وهذا ماكان …
من غسلها ، فلاحظت انه نطق عباره بالانجليزيه ، وهي فرصتي للتعرف ، حيث احرص على أن اخرج من أي مكان أذهب اليه وقد كسبت صديقا ، قال بعد أن مددت يدي مسلما : أنا إياد من الصلو، درست أدب إنجليزي حتى المستوى الثالث في جامعة تعز ، ثم أوقفت القيد ، نظرت إلى هيئته وشكله ،الزيت يلون وجهه ، وملابسه متسخه بالشحم والماء ، اكبرته ، مددت يدي الى يده من جديد ، قال : معليش يادكتوريدي وسخه ، قلت : بالعكس فانت بنظري انظف ممن ارى الان من اصحاب السيارات الفارهة تحديدا من بايديهم الكلينكس اتقاء حتى قطرة الماء!!, شديت على يده ، فمسك رأسي قائلا : شكرا لك يادكتور، لاأدري لم اليمني العادي كلما شاهد رأسا تسكنه الثلوج ظن أن صاحبه دكتور!!!...
قلت : ياإياد ولم تركت ؟ ، عاد يقول : يادكتورماعاد قدرت ، والحرب هكذا نطقها (( شنترت الصلو )) ، فكان علي اما أن اواصل ولن استطيع ، او اتوقف (( لأشقي )) على اهلي النازحين من قريتنا ، حتى بقرة أمي ضاعت ووالدي اعمى يبحث عمن يقوده ، فقررت أن أشتغل ، صاحب (( السرويس )) وهو صلوي من عندنا شغلني ، أما مادرسته من أدب فلا سوق له !!!..
إياد وغيره كثيرين ينحتون الصخروبكرامه لاحدود لها بحثا عن اللقمة الشريفه في نفس الوقت الذي يتخم الفاسدين باللقمة الحرام من عرق إياد وأمثاله …
عاد إياد بعد أن رش السيارة بالصابون يحدثني : يادكتور، كانت أمنيتي من وأنا في الابتدائيه أن اكون مدرسا لمادة اللغة الانجليزيه ، أيش افعل ، ماقدرت ، أنا زعلان على نفسي كثير، اختنقت العباره في حنجرتي ، فلم استطع أن اقول شيئا ، عاد مرة اخرى يسألني : تقول في أمل ، وتعود الامورمثلما كانت ويفتحوا طريق الحوبان بدل اللفة ثمان ساعات للوصول الى الجامعه ، أشتي أكمل ، واروح أدرس بمدرسة القريه ، قلت وبسرعه : لاياإياد ، لايلوح أمل في الافق ، يبدو انك ستكمل عمرك هنا ، قلت : ياصاحبي لااريد أن اكذب عليك كما نكذب على بعضنا في المقايل ، ونظل نردد : أن الامل قائم ، بينما الامل لامؤشرات ، والامل يشتي شغل ، فاين الشغل ، اذا فاين الامل !!!...
قال : طيب أشتي اصاحبك ، قلت : هذا رقمي …
تركته ، بينما كان اثنين أخرين قد فرغا من تلميع السياره ، قال احدهم : أنا من حجه ، وذاك من الدمنه ، هات حق الغداء ، قلت فورا: الله لافتح على من احرجنا حتى أمام اولادنا …..وذهبت ..
لله ألأمرمن قبل ومن بعد .