يكفي مغالطة:

الثلاثاء 30 يوليو 2019 - الساعة 06:37 صباحاً

 

مضت 5 سنوات وعدن والمناطق المُحررة، الواقعة تحت سيطرة الشرعية والتحالف ميتة، لا حياة فيها ولا دور لأي من مؤسسات الدولة.

 

فيما الحياة والاستقرار في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، التي تمتاز بأنها تقبل بكل اليمنيين من كل أنحاء اليمن جميعهم، دون انتقاص من أحد، ودون الاسفاف بهيانة أحد، أو الانتقاص من مواطنته.

 

جميع اليمنيين هناك يعيشون على قدم المساواة، يعملون في مختلف المجالات ويبنون بأمان، دون منغصات، ودون تطاول على أحد، لا من بلطجي ولا عربيد ولا من زعيم أو أحد أفراد عصابة، ودون أن يدعي أحدهم أنه وصي على مدينة أو محافظة، ودون تقرر أي جماعة بأنها تملك الحق في قبول أو رفض المواطنة اليمنية على أحد، ودون أن يحصل أي طرف على دعم من الحوثيين من أجل الإساءة لأي يمني.

 

فشتان بين عُمران واستقرار صنعاء وعدن، وشتان بين مدينة تعز الشرقية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وبين تعز الغربية الواقعة تحت سيطرة الشرعية، الأولى لا قمامة فيها ولا بلاطجة ولا مسلحين غامضين ولا موتورات تخترق الارصفة وعليها مسلحين ملثمين، ولا غزوان ولا بكر ولا اطقم حراسة لمدير مكتب ولا لاحد وكلاء المحافظة. الحياة في الحوبان تنساب بتناغم مريح جدا، الناس تشتغل والزحام في كل مكان، والعمران يتزايد بشكل غير مسبوق، والأسواق عامرة، فيما قلب مدينة تعز الشرعية على العكس من ذلك تماماً، سيدها الخوف والمتهبشين والعرابيد من كل صنف ولون، والجييف تتراكم فوق بعضها، لتقدم الموت على الحياة، والمستشفيات الحكومية وكل شيء مغلق أمام الجميع حتى اشعاراً آخر.

 

فيما نحن، نقف بكل ما أوتينا من قوة وصلابة، طيلة 5 سنوات مضّت خلف الشرعية والتحالف.

هل يُعقل أن يكون طبيعياً هذا الوضع؟

 

الغالبية العظمى من الشعراء والأدباء والمثقفين والصحفيين والكتاب والأكاديممين والحرفيين والتجار في صنعاء، وكل الصناعات المحلية والمنتجات الزراعية والشركات اليمنية والخارجية والمنظمات الوطنية والعربية والاسلامية والدولية وغيرها مازالت في العاصمة ومناطق الحوثيين، وفي ذلك دلالة على عدم ثقة كل هذه الفئات المهمة بالحياة في أي من المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية والتحالف.

 

إذا كان الأمر كذلك؛ فلماذ نناضل؟ ولماذا نضحي، خاصة أننا نقف على عتبة الهاوية خلف الشرعية والتحالف؟

لماذا نضحي اذا كانت النتيجة معروفة سلفاً، بأن التحالف مصمم على تقسيم اليمن وسط صمت هادي، ولسان حاله كما جاء بالمأثور " السكوت علامة الرضاء"؟

لماذا نعبث بأحلامنا؟ ولماذا نضعها في سلة لصوص الأحلام ولصوص الأوطان ومدمري الحضارات؟

إلى متى سنظل نراهن على خسارة محققة؟

 

ملاحظة:

هذه المقارنة لا تعني أني أجد بالحوثيين مثالاً للطُهر والوطنية، لآن منطلقهم عنصري سلالي طائفي، وسيظلون - في نظري - أخطر المهددات الحياتية والحضارية لليمن ودول الجوار والعالم، ذلك لآن " ذيل الكلب عمره ما ينعدل".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس