جريفثس؛ رهان بريطانيا الخاسر

الخميس 18 يوليو 2019 - الساعة 04:57 صباحاً

ظلت بريطانيا تدير الملف اليمني في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، باعتباره أحد أهم الملفات التي تؤهلها إستعادة نفوذها في مستعمراتها التقليدية في الخليج وشبة الجزيرة العربية، لذلك سعّت بكل ثقلها الدبلوماسي في الأمم المتحدة الى فرض مواطنها "مارتن جريفثس" ليكون ممثلاً للأمين العام في اليمن، كونه من أهم الشخصيات العالمية المعروفة في حل النزاعات في عديد دول افريقية وأسيوية، وبالنظر إلى خبرته في ادارة الشئون الانسانية والإغاثية في الأمم المتحدة، ناهيك عن خبرته الأكاديمية في إدارته المعهد الأوروبي للسلام في "بروكسل" لأكثر من 10 سنوات.


ومن الواضح أن الحكومة البريطانية كانت قد وجدت فيه ظالتها، لتتمكن من ادارة الملف اليمني من خلاله عبر مدخلين متوازيين، هو أكثر من غيره خبرة فيهما، وهما:
1- مدخل الحوار
2- المدخل الانساني.
وكانت ترى، أن قدرته في تحقيق النجاح عبر المدخل الأول، تتمثل في إقناع أطراف الصراع اليمني بالانتقال إلى الحوار، كمدخل إلى السلام.
فيما يتحقق المدخل الانساني في النجاح بايصال الإغاثات والمساعدات الانسانية لمستحقيها في أنحاء اليمن.


ذلك لآن النجاح في هذين المدخلين المتوازيين اللذين راهنت عليهما الحكومة البريطانية، سيقدمان الشخصية البريطانية بمميزاتها المتسمة بالذكاء والجاذبية والقدرة على الاقناع، وأن بريطانيا وشعبها حريصون على حياة الشعوب الفقيرة ومساعدتها في عثراتها وانقاذها من محن الصراعات والحروب التي جُبلت عليها، وان صناعة السلام تتحقق بمن هم أهلاً له.


إلا أن "مارت جريفثس" فشل في المدخلين، خاصة أنه منذ تسنمه منصبه تراجعت الأطراف عن الحوار، وشهد الملف الانساني فضائح كبيرة، بدت فيها المنظمات الانسانية والإغاثيه مجرد جماعات مافياوية، ما خيّب ظن حكومة بلاده وأفسدها، وأدى إلى فضح سياساتها وأهدافها، وكشف عن نيتها استعادة ارثها الاستعماري في المنطقة، ليكون بذلك قد وضعها في زاوية ضيقة أمام اليمنيين وشعوب المنطقة والمجتمع الدولي، وما عليها سوى تحمّل تبعات رهانها عليه وعلى خبراته التي اتضح أنها مجرد بالونات هوائية، فارغة من أي محتوى.


لذلك لا أحد يستبعد أن تُقدِم الحكومة البريطانية على قرار مماثل للحكومة الدنماركية التي طلبت في الاسابيع الماضية مواطنها "لويسغارد" رئيس لجنة الانتشار الإممية في الحديدة، بالعودة اليها لتسلم منصب رئيس أركان الجيش الدانماركي. فالحل الأقرب أمام الحكومة البريطانية، دراسة البدائل المتاحة لتحقيق أهدافها في اليمن والجزيرة والخليج بمعزل عن "جريفثس"، ومن ثم مطالبته بالعودة إلى بلاده في أقرب الأجال، للعمل في منصِب دبلوماسي أو سياسي، لتلافي تدهوّر سمعتها السياسية والانسانية.


111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس