وجهة نظر : حول الحياة والإنسان والدين من القرآن الكريم (2)

الاثنين 13 ابريل 2020 - الساعة 06:09 مساءً

 الإنسان:

ذكر الخالق سبحانه وتعالى القيمة الوجودية له في الآية الكريمة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم.

وفقاً للآية, ما من سبيل للحفاظ على القيمة الوجودية للإنسان إلا بإستخلافه في الارض, فبها يحافظ الإنسان على قيمته إن ظل خليفة في الأرض, فما من أهمية لوجوده إلا بإستمرار إستخلافه في الأرض وفقاً للشروط التي تتطلبها عملية الإستخلاف فلا يفسد ويسفك الدماء.

إستخلاف الارض مُرتبط بشكل أساسي بالإنسان وإنطلاقاً بما يتوافر لديه من قدرات وإمكانيات أودعها الخالق سبحانه وتعالى فيه, تتجلى قيمتها بإستمرار تطويرها, ما يجعل عملية بحث ودراسة القدرات والإمكانيات أساساً هاماً، بل وسبيل وحيد لإستخلاف الارض، ذلك لأنها ثابتة في كل زمان ومكان، ولا تبديل لها ما يجعل عملية إستخلاف الارض مرتبطة بشكل اساسي بالتراكم المعرفي للإنسان كسبيل أساسي في إستكشاف قدراته وإمكانياته وتطويرها، وهنا تكمن اهمية دراسة وبحث سلوك الإنسان بشكل دائم ومستمر، سواءً فيما يخص المجال المعرفي له او في معرفة النتائج المترتبة على سلوكه، ولأجل ذلك هناك العديد من الآيات القرانية الدالة على ذلك، سنذكر بعض منها هنا للتأكيد:

(وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) صدق الله العظيم.

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) صدق الله العظيم.

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم.

 الدين:

ذكر الخالق سبحانه وتعالى القيمة الوجودية له في الآية الكريمة (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) صدق الله العظيم. 

وفقاً للآية, ما من سبيل للحفاظ على القيمة الوجودية للدين إلا بالحكم بين الناس بالحق, حتى لا يبغي بعضهم على بعض, فبها يحافظ الدين على قيمته إن ظل حاكماً للناس حتى لا يبغي بعضهم على بعض, فما من أهميه لوجوده إلا بإستمرار منعه لحدوث البغي بين الناس, ومن هنا يتأكد لنا بأن الدين كي يكون حاكماً بين الناس رغم إختلافاتهم وتنوعاتهم آن يحمل في مضمونه وجوهره قيماً عامة مشتركة بينهم, طالما والقيمة الوجودية له تكمن في وقوفه بالضد من البغي بشكل عام ومطلق . 

الحكم بين الناس حتى لا يبغي بعضهم على بعض مرتبط بشكل أساسي بالدين وإنطلاقاً من القيم والمبادىء التي تمثل جوهر ومضمون الدين, ما يجعل عملية بحث ودراسة القيم والمبادىء أساساً هاماً, بل وسبيل وحيد لإقامة الدين, ذلك لأنها ثابتة في كل زمان ومكان, ولا تبديل لها, ما يجعل إقامة الدين مرتبط بالتراكم المعرفي لتلك القيم والمبادىء بما يضمن إستمرار تطويرالوسائل والأدوات القادرة على إقامة تلك القيم والمبادىء للحكم بين الناس حتى لا يبغي بعضهم على بعض, وهنا تكمن اهمية دراسة وبحث كل ما يتعلق بتلك القيم والمبادىء بشكل دائم ومستمر، سواءً فيما يخص المجال المعرفي له او في معرفة النتائج المترتبة على عدم الإلتزام بها، ولأجل ذلك هناك العديد من الآيات القرانية الدالة على ذلك، سنذكر بعض منها هنا للتأكيد:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) صدق الله العظيم.

(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم.

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم .

-------------------------------------

يُتبع(3)

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس