الوحدة قوة ونهوض ..

الاحد 22 مايو 2022 - الساعة 12:31 صباحاً

لقد أدى الغدر بأبناء الجنوب والتمييز ضدهم بعد الوحدة إلى كراهية الوحدة ليس فقط من جانب أبناء الجنوب الذين سلموا دولة مكتملة الأركان , كان مجرد ذكر إسمها يهز الجزيرة والخليج وبعض المراقبين الدوليين كانوا يطلقون عليها كوبا الشرق الأوسط ولم تقتصر كراهية الوحدة على بعض أبناء الجنوب , بل كانت تشمل بعض أبناء الشمال بسبب محاولة توظيف طاقات وقدرات الوحدة الإقتصادية لخلق إقطاعيات سياسية قبلية كبيرة بما فيها توزيع آبار النفط على زعماء العصابات القبلية . 

 

وهذه حقيقة نتطرق إليها بمناسبة يوم الثاني والعشرين من مايو المشروع الذي كان يعد إنجازا للشعب اليمني وليس لشخص أو أشخاصا وعندما تحققت الوحدة اليمنيية في الثاني والعشرين من مايو , تحققت بضغوط شعبية كبيرة جنوبية قبل أن تكون شمالية ' على أن كراهية الوحدة ينبغي أن لا يتواصل على الدوام ..

 

فالوحدة عز ومجد وقوة وهذه الحقيقة ما زالت تؤمن دولا عظمى كجمهورية الصين الشعبية التي أصبحت اليوم على مقربة من الموقع الإقتصادي الأول في العالم , لكنها لم تتخلى عن جزيرتها تايوان التي كانت تناصبها العداء لدواعي إيدلوجية..

 

والوحدة تعني في المقام الأول وحدة القوة الإقتصادية وتكامل الطاقات والقدرات الذي يخلق مزيدا من الثراء والتعدد والتنوع والقوة.

 

لقد كان المؤسسون الأوائل لجمهورية اليمن الديمقراطية يحلمون بدولة يمنية موحدة تخدم أغلبية الشعب العامل والفقير في الجنوب والشمال , دولة لا يهيمن فيها الطفيليون واللصوص على المنتجين والمبدعين .  

 

واليوم أعادت رياح السياسة دفة سفينة الوحدة إلى الجنوبيين وأصبحت عدن هي عاصمتها , فلماذا لا يكون مجلس القيادة الرئاسي هو المتعهد لها ينقيها من الطحالب التي علقت بمسيرتها والقضاء على محاولة توظيف الوحدة في خلق إقطاعيات سياسية وقبلية للهيمنة على مقدرات الدولة والوحدة والحيلولة دون بناء دولة اليمن الجديد , دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية .

 

فمكافحة الفساد ليست موضة إشتراكية , بل هو قانون من صميم الرأسمالية المؤنسنة , وكذلك الإسلام الحقيقي هو ضد الفساد والطفيلية والنهب والكسب غير المشروع " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " أي ما بذله من جهد وعمل . 

 

إذا وبمناسبة ال22 من مايو , فلماذا لا نعيد الألق لهذ المشروع العظيم ؟ - تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا * وإذا افترقن تكسرت آحادا "،والثروات الموجودة في باطن الأرض اليمنية والموقع الإستراتيجي لليمن تتطلب من اليمنيين الحرص على الوحدة لامتلاك القوة لحماية الثروات واستخدامها لمصالح أغلبية الشعب اليمني وصيانة السيادة اليمنية وحماية الأرض والعرض ومقاومة الأطماع الإيرانية , فاليمن محط أطماع الفاسدين الإقليميين والدوليين وفي المقدمة منهم اللصوص والفاسدين المحليين .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس