اليمن في ظل المجلس الرئاسي إلى اين ؟!
الخميس 05 يناير 2023 - الساعة 06:30 مساءً
غمدان ابو أصبع
مقالات للكاتب
يقف مجلس القيادة الرئاسي أمام منعطف تاريخي يصعب تجاوزه في ظل غياب رؤية سياسية واضحة المعالم.يحتكم.إليها القيادة الثمانية التي تشكل المجلس وهو ما يحد من نشاطه السياسي و يعيق تحركاته على الأرض .
فالمجلس الرئاسي لم يأتي ضمن صناديق الاقتراع ولا ضمن حوار سياسي شامل بين المكونات السياسية اليمنية ليكون مرتكزا على تفاهمات وإنما فرضته المتغيرات الدولية التي وجدت في الرئيس هادئ ونائبه عائق حقيقي أمام الأهداف المرسومة ليمن ما بعد عاصفة الحزم التي فشلت بتحقيق الأهداف المعلنة وهي استعادة الدولة والقضاء على مليشيات الحوثي .
ليتولى خطاب رئيس مجلس القيادة بعد تنصيبه توضيح المشروع الذي يقف وراء تشكيل مجلسه باعتبار السلام هو الخيار الأساسي لمجلس القيادة ليلاقي الإعلان استبشار واسع لدى اليمنيين نتيجة قراءة أبعاد ما قاله رئيس المجلس معتبرين أن خطاب السلام نابع من تفاهمات دولية واقليمية وهي التفاهمات التي تقف وراء توليه قيادة المشهد.السياسي ما بعد هادئ .
لم تمر ثلاثة أشهر على تشكيل مجلس القيادة ومزاولة مهامه الجديد حتى بدأت التصدعات تخرج للعلن وتتجاوز ما يعرف بتحت الطاولة فيما يرى مراقبون أن الخلاف الحقيقي لم يأتي بعد احداث شبوة وأنما بدأ فعليا مع حضور القيادات الثمانية أمام مجلس النواب لتادية القسم الدستوري .
والذي عبر عنه أهم اعمدة المجلس وهو النائب عيدروس الزبيدي أثناء تأدية اليمين موضحا أن مطالبه واضحة وهي انفصال الشمال عن الجنوب وأن تاديته اليمين الدستورية يخالف مشروعه .
لتتضح الرؤية بشكل واسع حول إمكانية المجلس السير بخطى ثابتة طالما هناك غياب رؤية شاملة وموحدة تساهم بتحقيق مشروعه المعلن نحو السلام أو الحرب ما يجعله يقف عاجزا وغير قادرة على إنها الانقسامات ولن يمكنه من تحقيق رؤيته المستقبلية المعلنة ضمن خطاب رشاد العليمي أمام مجلس النواب بعد تسلمه منصبه ..
تفاقمت الخلافات بشكل أوسع مع احداث شبوة وهي الأحداث التي أنهت الشك باليقين بمدى مقدور رئيس مجلس القيادة إيجاد صيغة تفاهمات بين القيادات التي يتشكل منها مجلسه الرئاسي.
ليعلن النائب عبدالله العليمي تقديم استقالته قبل ان يعود عنها كاحتجاج على ما وصف بـ تماهي رئيس المجلس باجتياح شبوة من قبل قوات المجلس الانتقالي الذي يرئسه النائب عيدروس الزبيدي فيما غادر كلا من النائب سلطان العرادة والنائب طارق صالح عدن .
وبحسب تسريبات أن مشادات عنيفه وصلت حد التهديد لتنتهي بإنزال علم الجمهورية اليمنية ومنع رفعه ما دفع بالنائب طارق صالح لمغادرة عدن احتجاجا على ماحدث من استفزازات تطال مكان اقامته .
فيما يراهن اخرون على أن ما يحدث ماهي الا شوائب متبقية من الماضي وهي تراكمات يعمل رئيس مجلس القيادة على نزعها بشكل تدريجي ومن الصعب الحكم على فشل مجلس القيادة دون النظر إلى جدية المواقف الدولية والاقليمية التي تخضع لارادتها القوى المنضوية تحت عباية مجلس القيادة وبما أنها قشور من مخلفات الماضي فهي بطريقها إلى الؤفول ومغادرة المشهد معللين ذلك بنجاح رئيس مجلس القيادة من الحصول على دعم وتايد دولي كان ثمرة زيارته لعدد من الدول العربية والاجنبية .
نجاح العليمي ليس مرهون بمدى قدرته على فرض وجوده عسكريا وسياسيا في الداخل وأنما على مدى مساندة القوى الاقليمية والدولية له وهي وحدها المتحكمه بتحركات القوى السياسية وتمتلك السيطرة على القيادات العسكرية المختلفه وهو ما يعزز من تغلب رئيس مجلس القيادة على النزاعات بين مكونات مجلسه وماحدث في شبوة وغيرها ماهي إلى غربلة تهدف إلى التخلص من مصدر الصراع القديم .
ولم يعد هناك عقبة حقيقية غير الحوثي فمن يتخيل أن الحوثي مستعد ليجنح إلى السلام فهو لا يقرأ الأحداث بشكل جيد وما الهدنة الحالية إلا السكون الذي يسبق العاصفة .
فالحرب هي وحدها من تلوح في الافق ولا مجال لسلام مهما قدم التحالف والمجلس الرئاسي من تنازلات مالم يقتل عبدالملك الحوثي ومحمد علي الحوثي ووغيرهم من القيادات العسكرية وعلى التحالف وقيادة المجلس الرئاسي أن يستعدو للحرب أكثر من استعدادهم التقديم التنازلات التي لن تحقق السلام الدائم في اليمن مالم يشعر الحوثيين باقتراب الهزيمة
فهل بامكان العليمي تحقيق ما فشل به. الرئيس هادئ وانها الانقسامات واعادة هيكلة القوى العسكرية متعددة الولاء المنضوية تحت قيادة التحالف وترسيخ مفهوم سياسي شامل يحكم جميع الاطراف السياسية .
أو أن العليمي لن يكون أكثر حض من هادئ الذي كان يتمتع بشرعية سياسية مستمدة من الشعب على مستوى اليمن فيما تقف خلفه شبوة وابين وغيرها من المحافظات الجنوبية باعتباره منها بينما العليمي لا يمتلك أي ثقل سياسي ولا عسكري بما فيها تعز لا تقف معه ولا يعتمد على ابنائها بقدر ماهو معتمد على حنكته السياسية وعلى دول التحالف والمجتمع الدولي