سبتمبر وأكتوبر ثورة تحاكي ماضي شعب بلا حاضر ..!

السبت 14 أكتوبر 2023 - الساعة 08:29 مساءً

رواد سبتمبر وأكتوبر ورجالها حملوا السلاح لينهضوا بشعب أرادوا له الحرية وإقامة دولة قوية هي جل اهتمامهم، ولهذا كان النجاح حليفهم، فنظرتهم كانت بعيدة وفكرهم متحرر من التبعية، لم يفكر أحد منهم بنفسه ولا بمصالحه، ولهذا بذلو أرواحهم رخيصة أمام تطلعاتهم الوطنية ولم تحكم تحركاتهم الجغرافيا الضيقة.

 

فجل ثوار أكتوبر، إن لم يكونوا كلهم، ساهموا ببسالة بالدفاع عن ثورة سبتمبر لتشهد جبال حجة وصنعاء بطولاتهم في وجه الإمامة وبنفس البسالة التي واجهوا بها المستعمر البريطاني. كانت قلوبهم حية وتفكيرهم واسع لأنهم حملوا مشروع دولة قوية مدركين حجم وطنهم ومدى تأثيره على المنطقة.

 

فاستمدوا من التاريخ اليمني العميق و الضارب في جذور التاريخ مشروع نضالهم ،وبعد مرور ستين عامًا على ثورتهم التي خلدت بعضمة تضحياتهم وبما حملوا من رؤية ومشروع وطني أقوى قوة استعمارية عرفها العالم.

 

اتخذ أبطال أكتوبر من جبال ردفان منطلق للتحرير، و تتداعى كل المحافظات الجنوبية لتتساقط احلام المستعمر وتهوي أدواته رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها المحتل الإنجليزي وحلفائه أمام بندقية يحملها رجال وضعوا نصب أعينهم تحرير الجنوب، متحَدين الصعاب فهزموا قوة السلاح، لتنتصر بدقيتهم على الدبابة والطائرة الحربية والمدفعية، فالسلاح قوته تضعف أمام الإرادة الشعبية.كم نحن بحاجة إلى أمثالهم في زمننا هذا الذي فقدت فيه القوى السياسية اليمنية إرادة سياسية تحمل مشروع وطني بعيد عن التبعية والارتهان للقوى الإقليمية والدولية .

 

فبعد.ستين عامًا على تضحيات تلك الكوكبة من الأبطال، يجد اليمني نفسه، مع كل عيد لثورة سبتمبر وأكتوبر، عاجزًا أن ينهج نهجهم، مستمدًا منهم روح الانتماء للأرض والإنسان اليمني ليضع مستقبل اليمن أمام عينه فارضًا وجوده كقوة إقليمية و مستفيدًا من الموقع الجغرافي لبلد يطل على  منافذ تتحكم بمستقبل العالم وجغرافيا تساعد على فرض نفسه على محيطه العربي والإقليمي والدولي، ومستفيدا من تراث الأجداد لحضارة عرفت يومًا ماء بالبلد السعيد وملوك البحر ذو العقول التجارية لتصل منتجاتهم الهند وكل الممالك التي كانت تحاكي تاريخهم ليجعلوا من تجارة البخور واللبان تحيي معابد الأمم وقصورها .

 

فمازالت إشبيلية وطليطلة وبلنسبا ومسجد قرطبة وقصر المعتمد ابن عباد وقصر الحمراء التي بنيت بطراز معماري يمني تحفه أثارت باعجابها ملك إسبانيا من القشتاليين ومزار سياحي يجذب ملايين السياح الأوروبيين .

 

ترك لنا الأجداد ماضيًا حضاريًا  ونضاليًا عظيمًا في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والفن المعماري، فلماذا فشلنا نحن الأحفاد في الاستفادة من إنجازاتهم؟ ولماذا لم يستلهم القادة اليمنيين منهم الوطنية لنبني بلادنا بدلًا من التبعية والارتهان للقوى الإقليمية والدولية؟ لماذا تختار القيادة اليمنية الحالية أن يكون قادتها أذيالًا ونحن شعب يمتلك معطيات وموقع جغرافي يجعل منا أسيادًا على العالم الذي لن يضع لنا حسابًا إلا إذا شعر بأننا نحمل عقلية دولة، ونؤمن بوطن نحن ابنائه ونضع سياسة متوازنة مع العالم، سياسة تضع في أولوياتها مصالح شعبنا فوق كل الحسابات السياسية؟.

 

ماذا لو عاد شهداء سبتمبر وأكتوبر؟ ما الذي يمكن أن نقول لهم وهم.يشاهدون إلى أين أوصلنا الوطن، وكيف تحوّل اليمن إلى مجرد رهينة يتحكم به الإيراني ليستفرد ذيلها الحوثي بصنعاء وشرعية فشلت في أن تبلور مشروعًا سياسيًا يوحدها و يجعلها قادرة على استعادة الدولة والنهوض بها والسير بها نحو الأمام.

111111111111111111111

Rashad alamrani

2019-September-16

تم بحمد لله استعادة وائت المياه من قبل الحامي والوكيل اول لمحافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي فله جزيل الشكر لما يقوم به لمدينة تعز


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس