مستقبل اليمن سيناريوهات الحرب والسلام._ 2

السبت 11 فبراير 2023 - الساعة 07:26 مساءً

مضى على الصراع العسكري المسلح فى اليمن ثمان سنوات حتى تاريخ كتابة هذا المنشور والذي بدءات تدعياته فى 21 سبتمبر2014 وذلك على إثر إنقلاب أنصار الله كما يسمون أنفسهم وحلفائهم على السلطة الشرعية المنتخبة وفقا للمبادرة الخليجية والذي جاء من حيث التوقيت بعد الانتهاء من مخرجات الحوار الوطني واعدد الدستور الاتحادي والذي أجمع عليه اليمنيون فى موتمر الحوار الوطني ولم يقتصر الانقلاب على العاصمة صنعاء بل امتد إلى بقية المحا فظات لتدخل اليمن مرحلة جديدة من الصراع المسلح والعنيف والذي مازال قائما وذلك لتكافوء عناصر القوة والضعف لدى أطراف الصراع وكذلك فشل كل المحاولات السياسية  والدبلوماسية لحل الصراع سلميا والذى قادته الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثيها إلى اليمن الأمر الذي ترتب عليه خلق اوضاع أكثر تعقيدا ونتائج كارثية وماساوية وفى جميع المجالات وبالذات فى المجال الانساني والذي أصبح أكثر سوا الأمر الذي قد يجعل اليمن على أعتاب كارثة إنسانية مخيفة ومرعبة ،السئوال الذي يطرح نفسه ماهو مستقبل اليمن  اوبمعنى آخر ماهي السيناريوهات المحتملة والمتعلقة بمستقبل اليمن والتى بها ومن خلالها يمكن إخراج اليمن من المستنقع الذي فيه.

 

للإجابة على هذا السئوال يمكن القول أن هناك عدة سيناريوهات تتعلق بمستقبل اليمن وهذه السيناريوهات يمكن تصنيفها إلى مستوائين المستوى الأول ويتصل بالسيناريوهات الغير قابلة للتحقيق فى ظل الوضع الراهن والمعطيات الفعلية على الارض والمستوى الثاني ويتصل بالسيناريوهات الغير قابلة للتحقيق ولكنها فى نفس الوقت قابلة للتحقيق وهذه السيناريوهات تتطلب منا دراستها  وواستيعاب مخاطرهاعلى مستقبل اليمن  وذلك بهدف معرفة السيناريوهات  الغير المرغوبة والعمل على افشالها إن أمكن وفى نفس الوقت معرفة السيناريوهات المرغوبة والعمل على تفعيل دورنا فى تحقيقها وهذا يتطلب منا دراسة السيناريوهات المحتملة بكل صدق وموضوعية..

 

كما يتطلب أن نتجرد تماما من انتماتنا المناطقية والمذهبية والحزبية وأن نقبل بالنتائج حتى ولو كانت تتعارض مع قناعتنا الفكرية هذا إذا أردنا المساهمة فى حل مشكلة الصراع القائم فى اليمن كلا فى موقعه بعيدا عن الانفعال والعواطف_,.بالنسبة للسيناريوهات الغير قابلة للتحقيق فيمكن القول اولا أن الوضع فى اليمن  أصبح معقد جدا  لأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان إعادة اليمن إلى ماكان عليه قبل ١١/فبرائر٢٠١١ لماذا؟وذلك بفعل ثلاثة عوامل_ العامل الأول ويرتبط بالوضع قبل انفجار الصراع سياسيا ،عسكريا ،إداريا ،اقتصاديا ،اجتماعيا، دينيا،وامنيا والذي ساهم فى خلق المتناقضات والتى ساهمت فى انفجار الصراع_ العامل الثاني ويرتبط بالوضع بعد انفجار الصراع..

 

حيث أدى إلى متغيرات تجعل من الصعوبة بمكان إعادة إنتاج الوضع السابق من الناحية الشكلية والموضوعية_ العامل الثالث ويرتبط بحقائق التاريخ والجغرافيا فالتاريخ يتحرك دائما إلى الأمام بشكل سلبي أو ائجابي وذلك بفعل الصراع على السلطة والقوة والثروة الأمر الذي يؤادي إلى خلق أوضاع جديدة والذي قد يصاحبه تكرار لبعض المشاهد القديمة والتي قد تتلاشى فى الأجل الطويل أو أن يضطر من يتبناها أن يكيفها وفقا للواقع الجديد. كما يمكن القول ثانيااستبعادالرهان على المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية،مخرجات الحوار الوطني، قرار مجلس الأمن 2216 كأساس فى تسوية الصرا ع المحتدم فى اليمن منذ ثمان سنوات والذي بدءات تداعياته فى21/سبتمبر2014اثر  اجتيإح أنصار الله ..

 

كما يسمون أنفسهم لصنعاء الأمر الذي أدى إلى خلق أوضاع جديدة على الأرض لصالح أطراف الصراع الرافضة للمرجعيات الثلاث ما هي هذه الأطراف؟علاة على موقف الأمم المتحدة والتي عملت على تمييع قرارات مجلس الأمن حيث تحولت من دور الضامن للتنفيذ القرارات إلى دور الوسيط المنحاز  وذلك من خلال البحث على مر جعيات وفقا للواقع على الارض الأمر الذي ترتب عليه إخراج المرجعيات الثلاث من سياقها الفعلي والقانوني كأساس لحل الصراع فى اليمن بحيث اصبح العزف عليها من قبل بعض أطراف الصراع لا يخرج عن كونه الخبز على سيخ بارد أو بعبارة  أخرى وضع حزمة ورد على قبر ميت فلا هي أفرحت الميت ولا افرحت أهل الميت فى نفس الوقت كما أصبح الرهان على الأمم المتحدة فى ائجاد حل لعملية الصراع فى اليمن ظربا من ظروب الغباء السياسي ..

 

مع ذلك يجب أن نظل متمسكين بالمرجعيات الثلاث  وذلك بهدف الأخذ ببعضها على الاقل ذلك لأنها تمثل الخيار الوطني الامثل ولها أنصار وموايدين ويتمتعون بو زن نسبي سياسي،وعسكري واجتماعي على الأرض_. كما يمكن القول ثالثا أنه لايمكن لأي طرف من أطراف الصراع أن يحسم الصراع لصالحه عسكريا لماذا؟ وذلك لعدة عوامل _ العامل  الأول ويرجع إلى تكافوء عناصر القوة والضعف  لدى أطراف الصراع_  العامل الثاني ويرتبط بمصالح أطراف الصراع فالحسم العسكري الشامل يتعارض مع تحقيق مصالحها_ العامل الثالث ويرتبط بالامم المتحدة والتي تعيق سياستها تحقيق أي طرف نصر عسكري شامل وبالذات تجاه الشرعية حيث تحولت من طرف ضامن لتنفيذ قرارات مجلس الأمن إلى وسيط منحاز لا حد أطراف الصراع_..

 

كما يمكن القول رابعا أنه لايمكن أن يتوصل أطراف الصراع إلى تسوية سلمية  عادلة وشاملة ودا ئمة تساهم فى إقامة دولة مستقلة  ومستقرة ومتقدمة لماذا؟ لأن تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم يتعارض مع  مصالح بعض أطراف الصراع الداخلية والتي  تحمل مشاريع خاصة بها اي ليست مشاريع وطنية فاليمن بالنسبة لها هي مزر عتها الخاصة ونفس الشيء سنجد الأطراف الخارجية تعيق التسوية السلمية الشاملة والتي تؤاسس لدولة قوية ومسقلة عنها لأن مثل هذه الدولة يمثل خطرا على مصالحها أيضا ومع ذلك يجب علينا كقوى وطنية الا نتخلى فى فكرنا وسلوكنا عن مشروع التسوية العادلة و الشاملة والدائمة للصراع فى اليمن وهذا يتطلب من القوى الوطنية أن تمتلك عناصر القوة كشرط أساسي لتحقيق التسوية السلمية الشاملة والعادلة(الحق من غير القوة ضائع والسلام من غير إمكانيات الدفاع. عنه استلام)..

 

أما بالنسبة للسيناريوهات الغير قابلة للتحقيق وفى نفس الوقت تعتبر قابلة للتحقيق فهناك عدة احتمالات أهمها الإحتمال الأول استمرار سيناريوهات الحرب والسلام المحدودين والمحددين من قبل أطراف الصراع وبما ينسجم مع مصالحها وقد يستمر ذلك لفترة لا نستطيع التنبوء بها مع إتجاه الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة أطراف الصراع نحوء الانفراج أو التدهور؟ أما بالنسبةةللامم المتحدة فسوف تركز على الهدن كمدخل لمعالجة البعد الإنساني والذي يصب فى معظمه لصالح أنصار الله كما يسمون أنفسهم (فجميع أطراف الصراع حريصة على استمرار خيارات الحرب والسلام لأن ذلك يساعد على تحقيق مصالحها الخاصة)

 

اما بالنسبة للاحتمال الثاني أن يتمكن أحد أطراف الصراع من تحقيق نصرعسكري جزئ ولكنه مهم واستراتيجي بالنسبة له ويساعد على تحقيق تسوية سياسية لصالحه مع استيعاب مصالح الأطراف الأخرى فى عملية التسوية الداخلية والخارجية وذلك بحسب الوزن النسبي لها على الأرض والسئؤال هنا أي أطراف الصراع قادرة على تحقيق النصر العسكري الجزئي لصالحها والماذا؟. بالنسبة لأنصار الله كما يسمون أنفسهم يسعون إلى تحقيق نصر جزئ ومهم لصالحهم وذلك من خلال إستكمال السيطرة على مأرب،والجوف،والبيضا، ،تعز،والحديدة مستغلين فى ذلك موقف الأمم المتحدة المتماهي معهم وكذلك حالات الضعف والارتباك فى موقف الشرعية والتحالف..

 

أما بالنسبة للشرعية ومعها التحالف فيمكن أن تحقق نصرا عسكريا مهم يساعد على تحقيق تسوية لصالحها وذلك فى حالة تمكنها من تحرير بقية مأرب ،الجوف ،البيضاء،وتعز،الحديد ة وما يعيق تحقيق هذا النصر هو موقف الأمم المتحدة وطبيعة التناقضات فى المصالح بين مكونات الشرعية من ناحية  والخلاف مع التحالف من ناحية اخرى والذي يدير الصراع وفقا لاجندته ومصالحه الخاصة_ أما بالنسبة للاحتمال الثالث فقد يتفكك اليمن إلى مكونات جغرافية وسياسية  رئسيةيصعب معها إعادة اليمن إلى ما كان عليه و تفضي فى النهاية إلى تكون دول أو دويلات وبما ينسجم  مع مصالح أطراف الصراع ذلك أن الحرب قد أفرزت عدة عدة مكونات عسكرية،سياسية،ومذهبية ومناطقيية(جغرافية) واصبح لكل منها مشاريعه الخاصة وتحالفاته الخاصة داخليا وخارجيا أما بالنسبة للتحالف فقد يستغل هذه الظروف  وذلك لاقتطاع اجزاء من اليمن بشكل مباشر وغير مباشر ..

 

وفى هذا السياق تسعى السعودية السيطرة على الشريط الشمالي، الشرقي الممتد من الجوف وحتى المهرة وذلك باعتبار هذا الشريط هو الحزام الأمني لها كما تسعى الامارات إلى السيطرة على الحزام الساحلى مباشرة أو من خلال عملائها ونقطة الخلاف بين السعودية والإمارات يتركز حول جزيرة سقطرى  هل تكون لأحدهما أولهما معا لكنهما فى نفس الوقت تتفقان على ممارسة الضغوط المختلفة على الشرعية لاجبارها التخلي عن الجزيرة الاستراتيجية كما حصل لروسياء والتي تخلت عن ولاية الاسكاء لصالح الولايات المتحدة  حتى تستطيع أن تتمكن من معالجة أزمتها الاقتصادية.هذا الاحتمال يعتبر اسوى واخطر الاحتمالات والذي يتطلب من جميع القوى الوطنية أن تعمل على توحيد صفوفها من ناحية وافشاله من ناحية أخرى(الاحتلاا الخارجي يمكن التخلص منه مقارنة بالاحتلال  الداخلي والذي يحتاج التخلص منه إلى وقت وجهد وتكلفة),__.

 

أما بالنسبة للاحتمال الرابع  أن يترتب على عملية الصراع وتفكك اليمن إلى مكونات جغرافية وسياسية رئسية إلى انخراط أطراف الصراع فى تسوية سياسية تفضي فى النهاية إلى إقامة دولة كونفدرالية  تلبي مصالح جميع أطراف الصراع الرئسية الداخلية والخارجية  وتتعارض مع مصالح الشعب اليمني الاستراتيجية والحيويةوهذا هو ايضا اسوى وأخطر الاحتمالات والذي يتطلب توحيد الجبهة الداخلية والعمل على افشاله من الناحية الفعلية والقانونية ،_,. أما بالنسبة للاحتمال الخامس أن ينخرط أطراف الصراع فى تسوية سياسية تفضي إلى إقامة دولة فيدرالية تلبي مصالح أطراف الصراع الرئسية المحلية والخارجية وذلك حسب الوزن النسبي لها على الأرض مع بقي بؤار الصراع قائمة والتبعية للخارج والاعتماد عليه قائمة أيضا وذلك على غرار النموذج العراقي والذي كرس فية خصوصية الثقافة على حساب عمومية الثقافة الأمر الذي أبقى جميع المتناقضات المتصارعة لهذا فى حالة الأخذ بهذا النموذج فى التسوية باليمن علينا أن نعطي الأولوية فى الحل لعمومية الثقافة فى الحل مع الحفاظ على خصوصية االثقافة مع استيعاب المتناقضات وتنظيمها فى إطار دستوري وبما يسهم بمنع تكرار الصراع مستقبلا.

 

ما بالنسبة للاحتمال السادس أن يتوصل أطراف الصراع إلى تسوية سياسية  تفضي إلى تكوين دولة بسيطة تستوعب مصالح أطراف الصراع الرئيسية الداخلية والخارجية وذلك وفقا للوزن النسبي لها على الأرض مع بقى المتناقضات وبؤار الصراع قائمة وذلك على غرار النموذج اللبناني والذي لم يعرف الاستقرارمنذو مغادرة الاستعمار الفرنسي لبنان ولم تسهم اتفاقية الطائف على حل مشكلة الصراع بل أصبح الوضع أكثر تعقيدا لماذا؟ لأن تسوية الصراع ركزت على إعطاء الاولوية فى الحل لخصوية الثقافة أي مصالح الأطراف المتصارعة وذلك على حساب عمومية الثقافة فى الحل اي القيم والمصالح العامة والإستراتيجية والحيوية للبلد وهذا ما يجب أن نحذر منه فى أي تسوية سياسية فى اليمن فى حالة الأخذ بالنموذج اللبناني 

 

كانت هذه بعض الاحتمالات والتي تتعلق بسيناريوهات الحرب والسلام فى اليمن والتي تناولتها بشكل مختصر وذلك كمدخل للتناولها بشكل تفصيلي فى وقت لاحق انشالله وذلك لأهميتها وخطورتها على مستقبل اليمن أرضا وشعبا._ والسئوال هنا ما هى من وجهت نظركم  السيناريوهات القابلة للتحقيق والغير قابلة للتحقيق ولماذا؟ وماهو دورنا فى إفشال السيناريوهات الغير مرغوبة من ناحية والدفع بتحقيق السيناريوهات المرغوبة من ناحية أخرى.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس