اليوم الذي صنعت فيه صرخات الثوار وزمجرات بنادقهم شروق شمس الحرية والكرامة والشموخ معلنين فيه بزوغ فجر ميلاد الجمهورية اليمنية تربة أرض كاملة تغيرت وتبدلت واطلقت العنان فيها للشعب بالحياة ،نفخ فيها الصور مُعلناً وقت الخروج من الظلام الى النور ومن حياة برزخ الظُلم والإمتهان الى جنات اليمن بالعدل والمساواة والحرية والبناء والتنمية..

فخرج الشعب سِراعاً من أجداث القبور مهللين مكبرين مشمرين سواعدهم لهدم الجدار العازل بينهم وبين شعوب العالم اعلنوا فيها أحقيتهم للعلم والعمل ،للمكانة ،للتطور،للمنافسة،للظهور مجدداً باليمن وحضارتها ومكانتها التأريخية 

 1962 الضوء الذي أشرق على وجه الشعب ،الحلم الذي حُرم منه سنين وعقود طويلة، انه ضوء الجمهورية والقانون الحلم الذي أصبح حقيقة بعد عناء طويل وويلات متراكمة ،اليوم الذي جمع كل أطياف الشعب بعد شعثه وشتاته،..

26 سبتمبر اليوم الذي الذي أصبح لليمني مكانته وشخصيته وحقه كمواطن بالحلم والاختيار والمنافسة وقول الرأي وقول لا في وجه من يريد في ظل قانون ونظام ودولة 

لن يتكرر ذلك اليوم وزخم نشوة النصر لليمن على الإطلاق ،ولن يُنسى من ذاكرة اليمنيين أو تُمحيهِ أحداث العقود المتعاقبة مهما كان فيها من تقلبات ،الزمن يتوقف دائماً أمام ذلك اليوم وفي تلك اللحظة التي نفضت غبار الإمامة من على أوجه اليمنيين 

الان وبعد 61 عام من ثورة ال26 من سبتمبر المجيد لا تزال حتى اللحظة فرحة متجددة وعيد ينتظره اليمنيين بكافة اطيافهم وتوجهاتهم وانتمائتهم ،ينظرون اليه بعين الأمل المنتظر مهما طال انتظاره او مخرجاته 

ينظرون اليه وقلوبهم مبتهجة بتحقيقه جزءاً مما كانوا يحلمون به كمواطنيين بعد التيه الذي كان فيه الوطن تحت إمرة سلالة الإماميين وانتهاكاتهم وجبروتهم بأرض اليمن وأبنائه،

بعد انقشاع عهد الإمامة اصبح لليمني صوتاً مسموعاً بالداخل والخارج ،له الحق في التوظيف والتعليم والإدارة بل الوصول الى كرسي الحكم كحق يكفلهُ نظام ودستور وقانون الوطن دولة الديمقراطية التي سمحت له بأن يكون صاحب قرار في المكان الذي وصل اليه ..

ما أحدثته رياح ثورة 26 من سبتمبر انعكس على جنوب اليمن،وتأثيرات عديدة عل مستوى دول الجوار كما ذكر ذلك الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود في مذكراته عن التنمية والتعليم والتغيير في المملكة بسبب ثورة سبتمبر اليمنية وتأثيرها على المنطقة 

فكان لتأثير الثورة السبتمبرية ان خرجت حركة" الأمراء الأحرار" بعد إنشقاقات عديدة بين الأسره المالكة على رأسهم طلال بن عبدالعزيز أدت الى الإطاحة بالملك سعود وتمرده بعد الإطاحه

نعم ؛لقد كانت بارقة أمل لصحوة شعبية في المنطقة ككل، وهذا ما جعلها محل سخط وتآمر داخلياً وخارجياً وما نراه اليوم من محاولة اعادة اليمن الى ذاك العهد المشئوم ليس بغريب ،فاليمن لها مكانتها منذ القدم وتأثيرها لا يزال قائم حتى اللحظة .