خطاب نصر الله المسمار الأخير في نعش القضية والمقاومة

السبت 04 نوفمبر 2023 - الساعة 06:15 مساءً

قبيل الخطاب المرتقب للسيد حسن نصر الله بساعات قليلة وعلى لسان مراسل قناة روسيا اليوم الذي نقل تصريحا عن نبيه بري رئيس البرلمان البناني القول أن قرار حرب لبنان مع إسرائيل بيد إسرائيل..قضى الامر الذي فيه تستفتيان.

 

عمليا للمتابع والقارئ السياسي والاعلامي والمفكر والمحلل خطاب نصر الله  المرتقب لا يتضمن شيئاً ذو أهمية فالجميع يعلم بان إسرائيل على لسان كل مسؤوليها لاتريد حربا مع لبنان او غيرها.

 

في الوقت الذي كانت كل الاوساط تترقب هذا الخطاب بكل الآمال الكبيره خصوصاً العامة في الشارع العربي ذو العاطفة الجياشة و المتأثر مما يحدث مع  المدنيين في غزة من دمار وترويع ومجازر وإبادة جماعية وتدمير استهداف ممنهج للمرافق المدنية والخدمية بهدف القتل للقتل فقط.

 

كيف وظف حسن نصر الله الأحداث والتصريحات لصنع عامل المفاجأة من خطاب ظل الناس يحبسون أنفاسهم ترقباً له،  ويعدون الايام والساعات ليسمعوا ماذا سيقول نصر الله، وما الذي سيتغير بعد هذا الخطاب ؟؟

 

عناصر التشويق والإثارة التي روج لها الإعلام في هذا الخطاب المرتقب ليست ما آل اليه الوضع في غزة من هذه الوحشية والدمار بل  ايضا نتائج هذا العنف والدمار واستهداف الاطفال والنساء والأبرياء في هذه الوحشية. 

 

كان يتوقع أن الامور ستخرج عن السيطرة حسب تصريحات كل قادة العالم الذين حذروا من انفجار الوضع اقليميا ..هذا التوظيف والترويج لخطاب نصر الله كان موحياً أن الامور فعلا أصبحت خارج السيطرة.

 

يمكن ايجاز بعض العوامل ذات الإرتباط المباشر والتى أشار إليها نصر الله مشيدا بها وكأن الامور أتت عفوية:

 

- إطلاق الحوثيين صواريخ ومسيرات على ميناء ايلات.

 

- استهداف قاعدة عين الاسداد في العراق

 

- زيارة قائد فيلق القدس الى بيروت والجنوب تحديدا.

 

 هذه الإيحاءات التي سبقت الخطاب ليست وحدها من صنعت عامل التشويق وانتظار تغير مجرى الأحداث وقرب انفجار الوضع اقليميا، بل الإرباكات التي حدثت ايضا تابعا لها..

 

تعليق العمل الدبلوماسي والاستثمار بين البحرين وإسرائيل  واظن الخوف من انتفاضة شيعية مجدداً في المنامة كان أحد العوامل مع محاولات اقناع الامريكان لحلفائها العرب بعدم وجود اي رغبة لدى ايران وأذرعها في خوض الحرب، لكن هاجس نصر الله الذي اربك الجميع جدير بالملاحظة..

 

من ضمن المتعلقات في إرباك المشهد أيضاً طلب الاردن من السفير الاسرائيلي عدم الحضور الى عمان في الوقت الراهن، ذهاب وزير الدفاع السعودي الى واشنطن ،،،اذا افترضنا أن الامور التي في غير ارتباط "فاخيرا بلينكن" هذا اليوم في اسرائيل ووزير الدفاع الفرنسي في بيروت..

 

اظن أن الامريكان والإسرائيليين كانوا وحدهم من يعلم بعدم دخول حزب الله في المعركة  وان ليس لديه النيه في تغيير مسار المعركة، وأن اي حسابات مغايرة لنصر الله غير القرار الذي ياتي من طهران هو ضربٌ من الجنون..

 

لكنها عواطف العرب والمسلمين والذي يريدون النجاة ولو بالتمسك بقشة. هذه الضربة القاضية التي حول فيها نصر الله عامل المفاجأة من الإيجابية الى السلبية المطلقه قاطعا عليهم كل امل في نصرة غزة او حماس بعبارة تختصر خطاب الساعتين بان حزب الله لن يخوض حربا مع اسرائيل الا اذا بدأ ت إسرائيل الحرب.

 

الخطاب الذي أسهب حسن نصر الله فيه بالحديث والتبرير لمواقف إيران بعدم علاقتها بطوفان الاقصى او التخطيط او المشاركه فيها واعادة التحليلات السياسية في نشرات الاخبار والمقابلات عن ضعف اسرائيل وصدمتها من طوفان الاقصى وموقف العرب المتخاذل من مما يحدث. وهنا لايزال المتابع ينتظر ما الذي سيكون مغايرا من المواقف عند حزب الله ومما لم يقم به العرب وسيقوم به حسن نصرالله وحزب الله أسهب عاطفيا فيه..

 

مشيداً بكل البطولات في غزة وحماس والفلسطينيين  لنخرج من الخطاب بقراءة أن نصر الله دق المسمار الاخير في نعش القضية الفلسطنية تماماً بالإستنتاج الاتي

 

- أن الوضع لم يعد قابلا للانفجار في المنطقة.

 

ب أن جبهة الجنوب التي كان يراهن عليها الفلسطينيون خمدت وليس هناك أمل في مشاركتها.

 

 - أن اذرع ايران كلهت كانت تدير مشهد تمثيلي فقط وعليها لن تنتفض اي جبهة في الطوق لا في لبنان ولا سوريا ولا العراق.

 

- أن الحوثيون لن يكرروا إرسال المفرقعات الا بإيعاز مسبق من القوى المتواجده في البحر الأحمر.

 

- أن تصفية القضية الفلسطنية وحماس محل إجماع عربي مع تأكيد نصر الله لصعوبة ذلك لكنه ايضا مع القطيع لتواجه غزة وحماس مصيرهما بانفراد.

 

الخطاب المخيب للآمال لم يعد يشد الإنتباه رغم النصر المرتقب أيضا في يوم الشهيد والذي أعلن عنه في خطابه اليوم.

 

ولم يعد أيضاً في إجتماع القاده العرب في جامعة الدول العربية ما يدعو للترقب، فلن تكون اللاءت الثلاث حاضرة في البيان الختامي، ولن يكن القرار ما أُخذ بالقوة لاسترد بغيرها. مسك الختام  الرحمة لشهداء فلسطين والقادة العرب الذين كان لهم مواقف من اسرائيل غير قابلة للمساومة..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس