الولايات المتحدة .. قرارت ضد الحوثيون حتى إشعار آخر

الخميس 18 يناير 2024 - الساعة 11:58 مساءً

القرار الأمريكي الصادر يوم 17.يناير 2024 بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية دولية يحتمل الإلغاء بعد 30 يوماً في حالة تراجع الحوثيين عن مهاجمة السفن في مياه الملاحة الدولية كما يزعم الأمريكان، وسوف يدخل القرار حيز التنفيذ عقب الفترة المحددة ب30 يوماً.

 

 سبق هذا القرار قبل يومين قرار ُ آخر من وزارة النقل الأمريكية لشركات النقل البحرية الأمريكية بتعليق نشاطها وعدم مرورها في خليج عدن وباب المندب، و تغير مسارها عبر الرجاء الصالح حتى إشعار آخر.

 

كلا القرارين أتيا عقب تعليق النشاط العسكري الأمريكي فيما يخص استهداف الاراضي اليمنية بعد نصائح لإدارة بايدن بعدم توسيع دائرة الصراع، و الذي كانت تخاف عواقبه الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

 

 قبل وقت قصير من إعلان تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية دولية أمريكياً أتى الرد على لسان المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام  بأن قرار تصنيف الولايات المتحدة لهم كجماعة إرهابية لن يغير من المعادلة والواقع السياسي في شيء، وأن موقفهم لن يتغير حول استهدف السفن الامريكية والبريطانية والإسرائيلية حتى فك الحصار عن غزة وإيصال الغذاء والدواء، وقد رفع سقف المطالب إلى وقف العدوان والإنسحاب الكامل من غزة، مضيفاً أن اليمن أصلاً  واقعة تحت حصار أمريكي وأنه لن يتغير شي في الواقع اليمني كتبعات للتصنيف.

 

هل أكسب التخبط في السياسة الأمريكية الحوثيين ورقة رابحة لإضعاف الموقف الامريكي؟ أم أن هناك قوى يتكئ عليها الحوثيون لتحدي أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي التي تعتزم إرسال قوة دولية لحماية الملاحة خلال الشهر القادم؟ اذا كانت اللامبالاة والاستهتار اللذين أبداهما الحوثيون من خلال إظهار عدم خوفهم من أي استهداف عسكري لهم وفق منطقهم الذي يقولون فيه أنهم اعتادوا على الإستهداف العسكرى، ولم يتبقى لديهم شيء يخافون عليه، أو كما أتى في رد ناطقهم على قرار التصنيف لهم لجماعة ارهابية دولية بأنهم لا يخافون شيء ولن يتغير في واقعهم شيء وأن كل شيء قد مر عليهم!

 

وكما يعلم الجميع وتعلم جماعة الحوثي فإن تصنيفهم كجماعة إرهابية في بلد واقع تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة سوف يحرم الملاين من الناس فرص المساعدات من المنظمات الإغاثية الدولية، وسيؤدي إلى فرض الحصار البرى والبحري والجوى من وإلى الحوثيين، كما ستفرض العقوبات على الشركات والأفراد وسيتم تجميد الأصول وستفرض قيود منع السفر ، بالإضافة إلى العديد من الإجراءات العقابية.

 

لكن سؤال عريض يطرح نفسه حول كل سبب تلك التضحيات التي يقدمها الحوثي لأجل غزة وفلسطين، أم أن غزة جزء من فرضية في اهداف أبعد من ذلك ؟!

 

نجاح الحوثي في التسويق ذاته داخلياً وخارجياً انعكس من خلال تعدي الاقليم ليصبح عالمياً بما يكفي لإحراج الولايات المتحدة وتمريغ وجهها في وحل و مستنقع الصراع داخل اليمن وليظهر بصورة أقوى.

 

 

وفي اعتقادي الشخصي فإن للحوثيين أهدافاً أبعد من غزة 

وقد تحققت فعليا.. كيف ذلك.؟

 

 إن استثمار الحوثي لمنطقة باب المندب وخليج عدن في سابقة تاريخية خطيرة واستخدام هذه المنافذ كسلاح لم يتم تفعيله من سابق اقتصادياً وعسكرياً وفي ذروة الصراع العربي الإسرائيلي تحديدا بل وفي ظل غباء الامريكي والبريطاني الذين وضعا نفسيهما في صدارة المواجهة جعل من هذه المنافذ منطلق استراتيجي لحروب اقتصادية او عسكرية خصوصاً وقد اعلنت كثير من الدول تضررها اقتصادياً جراء هذا الاستهداف وعلى رأسها مصر.

 

تسعى إيران منذ زمنٍ بعيد لتحقيق حضور فاعل لها في البحر الأحمر، كما هو حلم الولايات المتحدة والصين وروسيا. وقد نجح الحوثيون في إضعاف الموقف الامريكي والخليجي فيما يتعلق بإدارة ملف الملاحة الدولية، سواءً كان هذا هدية النجاح هدية لإيران أو طموحاً يسعى إليه الحوثيون، فلن يكن أقل نتائجه الإعتراف به كدولة، وتسهيل مطالبه من قبل الأمريكان، أو السعى لإبرازه  كقوة إقليمية يسعون من خلالها إلى تحقيق المكاسب، ليست السياسية وحدها بل ممارسة الإبتزاز المعهود للخليجيين. أما إيران فقد تكون هديتها تخفيف حدة المنافسة الغربية في المنطقة لها وتقوية شوكتها في السعي لامتلاك الأسلحة النووية.

 

ماهي الفرص المتاحة للحوثيين ما بعد حرب غزة ؟

إن كسر الحاجز وتمكين السيطرة على البحر الأحمر أسمى غايات إيران، وقد تم لها ذلك. هل ستقدم الولايات المتحدة تنازلات أكبر وفق القراءات الحوثية التي تلعب على أن السياسة هي فن الممكن؟

 

ياترى هل  سيجلب تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية تبعات اقتصادية قد تؤثر على المواطن في اليمن بصفة عامة، ومناطق سيطرة الحوثي بصفة خاصة؟ أم سيظل الحوثي يتكئ على الجبايات والجمارك وعائدات النفط والتهريب وغيره ؟ هل سيظل الإتفاق السعودي الحوثي قائماً أم ستتغير المعادلة بعد التصنيف بناءاً على ضغوطات أمريكية؟ هل شرعية الحوثي قابل للذوبان في كيان خارج الامم المتحدة ؟ ومن أين البداية ؟ والسؤال التقليدي المعتاد حول علاقة الحوثي - الولايات المتحدة - إيران .. هل هي مسرحية أم  حقائق ؟

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس