حتى لا ننسى ..

الاربعاء 08 نوفمبر 2023 - الساعة 08:26 مساءً

 

السابع من إكتوبر  علامة فارقة في تاريخ أمتنا وامتداد اصيل لأيام العرب في عصرها الحديث  ،  ويؤسس لخارطة طريق لاتنتمي لعصور الذل و الهوان والتبعية والارتهان  ،  ولعالم بآفاق غير محدودة  . 

 

سقطت فيه أوراقاً ، وأُحرِقت  فيه أخرى ، اشرئبَّت فيه أعناقاً فطالت عنان السماء، ودفنت أخرى رؤوسها في التراب.  

 

وتسلّلت أخرى مابينهما معاً  لتسرق الأمل وتصنع الزيف وتداري انسلاخها الحضاري عن قضايا وهموم أمتها منذ تشكل هويتها الأولى  ،  وتواري استلابها  في مشهدية بروجندية  تمارس التدليس  والكذب والمجون  على ظنٍ أن يصدقها الناس  . 

 

مؤامرة كبرى تحدق بأمتنا تحديداً وبقدس أقداسنا وبكنانة العرب  ومارست فيها دول الصلف والاستكبار العالمي صنوفاً من الحيل ترغيباً وترهيباً وتجريباً  ، وعلى مراسها ذاك  فإن أمة تتخلق فيها فيم المواقف والحرية  والمقاومة و الصمود  لن تموت  ،  وستثبت الأيام أي صنف ٍ من  الرجال هم . 

 

أرادوها لأمة الضاد وطنا  وأرادتها قوى الاستكبار  لنا كفنا . 

وأرادوها لشتاتهم اللقيط  مأوىً وسكنا وأرضاً ووطنا. 

 

لفظتهم كل الأرض  ، و يرفضهم كل  إنسانها ، واجتمعت فوق ذلك كله قلوب البشرية جميعها في وحدانية مطلقة  لاتقبل طعناً أو تشكيكاً  أو حتى  شحناً بدعاوى خرساء بمعاداتهم للسامية  أو بتمييز عرقي أو عنصري  أو بانتقاص ٍ في الأهلية والآدمية ؛  ذلك أنهم رأوا أنفسهم شعباً مختاراً لله فقتلوا أنبياءه ورسله  ،  ورأوا في أنفسهم المصطفين الأخيار  ؛  فعاثوا في الأرض الفساد . 

 

فبأي منطق بعد ذلك كله يحكمون ويسوسون  ، وأي نبلٍ بعد قتل الأطفال واستهداف المشافي وتدميرها واستهداف المدن والمواطنين العزل  ،  وأي نوعٍ من البطولة والفروسية تلك ، وأي شهادات تعتمد هذا الاستقواء الوحشي لتكون نياشيناً على جثث المدنيين العزل  !!  

 

سقطت كل الأقنعة  ، ويستوي في هذا التقدير  أيضاً  كل أدعياء البطولة وفرقعات الزيف وأصحاب فكرة الاصفاء والحق الإلهي  والتمكين  ، و مصدري الموت المجاني لأمة لم تعد تقوى على مجارة رجالات اليمين الديني المتأسلم في تصدير الموت  والتقرب به الى كهنوتهم المزعوم وتمكينهم المأفون لصالح إبليس الملعون  ، و البريء منه دين ربنا تبارك وتعالى  الداعي إلى الحياة و السلم والتعايش والسلام   .

 

فلتبارك عناية الرب خطى المقاومة العربية الفلسطينية ولتشمل رحمته   اللطف بشعبنا العربي الفلسطيني الأعزل الذي تضيق عليه الدنيا كلها 

ولم يتسعه حتى حُلمه النبيل  لحينٍ من الدهر  على عكس مايقولها شاعرها الأول ( درويش ) :  

على قدر حلمك 

 تتسع الأرض .  

   

فليُعْمِل  كل خصوم الحياة والحلم والحرية فيه  ،  وفي أمتنا القتل والتنكيل  وسوء العذاب ؛  فلاشك في فجرٍ  قد دنت  مواعيد انبلاجاته  . 

فـــ  :  

        حاصر حصارك لا مفر  

 سقطت ذراعك 

            فالتقطها. .... 

واضرب عدوك لا مفر   .

 و سَقَطْتُ قربَك  

        فالتقطني  ... 

 واضرِبْ عدوَّك بي 

 فأنت الآن حُر   . 

( محمود  درويش ).

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس