مواقف حزب الاصلاح !!

الاربعاء 31 أكتوبر 2018 - الساعة 04:18 صباحاً


المتتبع لتاريخ حزب التجمع اليمني للإصلاح يجده حزباً برجماتياً يرتدي عباءة الدين ويعيش على الانتهازية لتحقيق مكاسب حزبية وشخصية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.


وعدا عن كونه فكراً مستورداً من جماعة الاخوان المسلمين الذي يعد الاصلاح فرعه في اليمن، اعتمد الاصلاح على سياسة بيع المواقف والمتاجرة بثوابت العمل الحزبي للتقرب من الحاكم والانتقال من مربع المعارضة الى احضان السلطة لتحقيق أكبر قدر من المصالح التي تمكنه من التوغل في مفاصل الدولة تمهيدا للاستحواذ على مقدراتها والاطاحة بشركائه بسلوك اقصائي خبيث لا يقبل بالآخر ولا يؤمن بمبدأ الشراكة.


تجده يتودد للحاكم ويتقرب منه، ولا يتردد دوما في تغيير مواقفه والتلون وفق مصالح قياداته.


وعلى عكس الشعارات التي يرفعها بهدف دغدغة مشاعر البسطاء فان حزب الاصلاح يخفي سلوكا خبيثاً ونشاطا مدمرا للدولة والمجتمع ويعمل لسنوات لتحقيق اهداف هدامة تتسق وفكر الاخوان ووصل الامر حد تورطه بممارسة سلوك ارهابي ودعم ورعاية عناصر متطرفة لتوظيفها في النيل من الخصوم والقيام بعمليات ارهابية وفقا لرؤية قاصرة لفكر الاخوان الذي يرى في الحروب والاقتتال وغياب الاستقرار بيئة مناسبة لنموه وازدهاره.


فبعد أقل من أربع سنوات على اشهاره رسميا لعب حزب الاصلاح دورا رئيسيا ومباشرا في تفجير حرب 1994م وكان السبب الاول في الاساءة لمفهوم الوحدة وقيمها بعد ان وجه متطرفوه لنهب الجنوب واصدار الفتاوي الدينية التي اباحت دمائهم محدثا شرخا اجتماعيا عجزت عقود من الزمن على مداواتها.


وحصد حزب الاصلاح مقابل ذلك غنيمته من الحرب بدءا بنهب مساحات شاسعة من الاراضي والعقارات مرورا بامتيازات نفطية وصولا للدخول كشريك رئيسي في السلطة.

"مواقف متقلبه لهم كالمعتاد"

بعد ان ازاحتهم الانتخابات النيابة في العام 2003 من الشراكة في السلطة بدأ حزب الاصلاح يبحث عن حلفاء جدد بمن فيهم خصوم الامس وتحديدا الحزب الاشتراكي اليمني الذي حاربه الاصلاح ببعد ديني ليعود ويتحالف معه، والحزب الناصري واحزاب سياسية اخرى، انقلب عليها الاصلاح مجددا عقب سنوات من التحالفات السياسية المؤقتة.


ولم يدخر الاصلاح جهدا للانقضاض على السلطة مستغلا الاوضاع الاقتصادية ورغبة الشباب في التغيير واسهم في تعبئة الشارع وتأليبهم على النظام الحاكم بشعارات براقة ظاهرها محاربة الفساد واصلاح اجهزة الدولة وتوفير فرص للعمل وباطنها الحكم والسيطرة الكاملة.


وما ان خرج الشباب في ثورة شعبية ملتحقين بركب الربيع العربي حتى انظم اليهم حزب الاصلاح محاولا استغلال الثورة كعادته في استغلال الفرص وسياسته البرجماتية.

وقبل ان تصل ثورة الشباب الى منتهاها كان حزب الاصلاح يخوض صراعا اخر مع شركاء الثورة في الساحات واختلف مع المكونات الثورية الاخرى وفي مقدمتها شباب الحزب الاشتراكي والحزب الناصري وكذا شباب جماعة الحوثي وغيرها من المكونات التي لجأت بعضها لاستخدام العنف في مواجهة توغل الاصلاح الامر الذي اضاع حلم الشباب في التغير السلمي وتحولت الساحات الى معسكرات تعج بالمقاتلين والاجنحة العسكرية وهنا على وجه التحديد اعني ساحة التغير في صنعاء وظهر علي محسن الاحمر بمعسكرات الدولة الخاضعة له كأحد اجنحة حزب الاصلاح الذي خطط ورتب لهذا الاصطدام منذ أمد بعيد.


وبعد جولة عنف عاشتها اليمن لنحو عامين حصل حزب الاصلاح على نصيب الأسد في كعكة السلطة ضمن مكونات سياسية أخرى غير أن ممارساته الاقصائية وسعية للسيطرة والتفرد دفع البلاد نحو جولة عنف جديدة انتهت باجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء واسقاط سلطة الرئيس هادي الذي سعى الاصلاح للتقرب منه والسيطرة عليه فسقطت صنعاء وسلطتها التي افرطت ممارسات حزب الاصلاح في تشويهها ومكالبة كافة الاطراف المحلية والخارجية عليها.


ومع التدخل العسكري لدول التحالف العربي غير حزب الاصلاح من مواقفه ووجد في دول التحالف والسعودية تحديدا الطرف الاقوى فانتقل الى المربع الجديد، تاركا صنعاء للخراب والدمار.


الاتجار بالحرب
ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب في اليمن عمد حزب الاصلاح الى استثمارها مستغلا رغبة دول التحالف في تحقيق نصر سريع على جماعة الحوثي فقدم عروضا باهظة للخليج الذين دفعوا مبالغ طائلة واسلحة كثيرة ومتنوعة لحزب الاصلاح الذي استغل وفرة المال والسلاح لبناء وتعزيز كيانه العسكري فجند الالاف من اعضائه بينهم عناصر في تنظيم القاعدة ودمجهم ضمن معسكرات الشرعية واستغل دور دول التحالف في فرض السيطرة على اهم المدن ذات المردود الاقتصادي وفي مقدمتها محافظة مارب الغنية بثرواتها النفطية وعوائدها المالية ففرض سيطرته عليها واتخذها مركزا لإدارة دولته المنتظرة.


وعاد من جديد للتنكر للحلفاء بما فيهم دول في التحالف العربي ووصل الامر حد قتال حلفائه السلفيين الذين كانوا معه في خندق واحد.


كما عاد الاصلاح مجددا الى مربع الرئيس هادي باعتباره الحاكم المعترف به واحاط هادي بقيادات من الحزب بمن فيهم مدير مكتبه الذي ينفذ اجندات الاصلاح من داخل مكتب الرئاسة فكانت غالبية القرارات والتعيينات تصب في صالح حزب الاصلاح
وما ان سيطر الاصلاح على اهم مفاصل الدولة حتى بدأ بإقصاء وتهميش بقية القوى السياسية والاجتماعية والتعامل برعونة غير محسوبة واستئساد متوحش بحق الاخرين.

 

وختاما يمكن القول أن ما لا يدركه حزب الاصلاح انه يحمل عوامل فنائه بممارسات غير محسوبة العواقب بعد ان أدرك الشعب وقواه الحية ان الاصلاح كان ولا يزال سببا رئيسيا ومباشرا في كل هذا الخراب والدمار الذي لحق باليمن، الامر الذي يؤكده سقوطه المتسارع شعبيا وسياسيا وتنامي خصومه محليا ودوليا.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس