اليدومي يستلهم المراوغة السياسية من صالح.

الاثنين 22 يوليو 2019 - الساعة 11:36 مساءً

اليدومي الرجل الذي كان ضابطا في الأمن السياسي وزرعة علي عبدالله صالح على رأس جماعة دينية تحت مايسمى بحزب الإصلاح كان الهدف منه إبتدأ ضرب الحزب الإشتراكي في الجنوب والوقوف في وجه أي حراك تنويري مدني قد تخلقة الوحدة اليمنية في عام 90م إثر دخول الحزب الاشتراكي مع وجود التنظيم الناصري في الشمال والجنوب.


كانت الأحزاب السياسية قد تقدمت بمقترح إقامة التحالف السياسي منذ بدأ عاصفة الحزم وكان الهدف هو مساندة شرعية الرئيس هادي وخلق علاقة تكاملية بين الشرعية والقوى السياسية تؤسس لعلاقة ندية مع التحالف العربي الذي تدخل في اليمن في 26مارس 2015م وبحيث تشرف الأحزاب السياسية على بناء مؤسسات الدولة كالجيش والسلك الدبلوماسي والإداري للدولة بعد أن أسقطت كل مؤسسات الدولة في قبضة تحالف الحوثيين مع صالح.


سارعت كل قيادات الإصلاح إلى المملكة العربية السعودية ووقفت حول الرئيس هادي وعينت مدير مكتب للرئيس هادي شخص مؤدلج يدين بالولاء المطلق لجماعة الإصلاح وبهذا فقد ضمنت مراقبة كل تحركات الرئيس هادي وأشرفت على كل القرارات التي يصدرها الرئيس واستحكمت بشكل رئيسي على بناء الجيش حيث يعتبر الأساس في مرحلة الحرب وفي بلد كاليمن لم يحدث لها أن حظيت بمؤسسات دولة حقيقية في العصر الحديث ومن خلال مدير مكتب رئيس الجمهورية ونائبة استطاع الاصلاح إزاحة كل الأحزاب السياسية إلى خارج الشرعية واستفرد الإًصلاح بالقرار العسكري والسياسي للشرعية منذ 26مارس 2015م وحتى الآن.


تقدمت الاحزاب السياسية بمقترح إنشاء التحالف السياسي إلا أن الاصلاح أستطاع أن يغلق هذا الملف لمدة أربع سنوات وقد سمعنا تصريحات كثيره للاستاذ عبدالعزيز جباري أن ملف التحالف السياسي لايزال في درج مدير مكتب الرئيس هادي الذي يتبع الإصلاح مباشرة ظلت الأحزاب خارج العملية السياسية تماما بينما أنفرد الاصلاح بالقرار وأصدر قرارات لأعضاءة توزعت في كل مؤسسات الدولة الدبلوماسية والإدارية حتى أن مدير مكتب رئيس الوزراء يتبع الإصلاح وأغلب مدراء مكاتب الوزراء يتبعون الإصلاح ، كما أن وكلاء الوزارات 90% منهم يتبعون الإصلاح ناهيك عن أنهم لايمتلكون مؤهلات إلا أن التعينات تصدر بالتوصية وبالتعريف عن طريق مدير مكتب الرئيس.


وفي الجيش وعن طريق نائب رئيس الجمهورية فقد تحكم الاصلاح ببناء الجيش بشكل كامل في الشمال والجنوب قيادة وجنود وتم إقالة وتصفية كل من لم يثبت ولاءه للإصلاح داخل قيادات الجيش كالشدادي أو اللواء الجرادي وبهذا صنع الإًصلاح مؤسسة عسكرية يدعي أنها وطنية وهي في الأساس تتبع الإصلاح بشكل كامل تتحرك بأمر اليدومي وتقف بأمرة ، إلا أنه ومؤخرا رأينا المجلس الانتقالي ينشأ الوية خاصة بهم ولاتدين للاصلاح بالولاء وكذلك حراس الجمهورية والتي تتبع طارق عفاش ، و قوات أبوالعباس واللواء 35في تعز وهي قوى صغيرة ومحصورة في ريف تعز ولاتشكل أي فارق مقارنة بالألوية التي تتبع الاصلاح والذي ماكان يفترض أن تخلق لو تم بناء مؤسسة جيش مهنية بناء على مخرجات الحوار الوطني وتحت إشراف جميع الأحزاب السياسية ، إلا أن المشاريع الضيقة تخلق مشاريع ضيقة مشابهة.


ظلت الأحزاب السياسية ومن خلال بياناتها المتكررة تدعوا إلى ضرورة تفعيل التحالف السياسي وتدعوا إلى ضرورة وجود رؤية مشتركة بالاستناد إلى مؤتمر الحوار الوطني تتبناها جميع الأحزاب السياسية وتكون هذه الرؤية خط سير نحو تحرير اليمن بالكامل من عصابة الحوثي التي دمرت اليمن أرضا وإنسا وتاريخا وهوية ولكن لا صدى لهذه الأصوات والدعوات إلا مؤخرا وقبل أقل من ستة أشهر وبعد أن أصبح لدى الاصلاح مايقارب 200ألف جندي في الشمال والجنوب وبعد أن احكم السيطرة على مدينة تعز وأخرج القوى التي لاتدين له بالولاء أخرج ملف التحالف السياسي من درج العليمي مدير مكتب رئيس الجمهورية وبدأ بدعوة الأحزاب الى الحوار السياسي.


بدأ اليدومي يستلهم شخصية صالح في المراوغات السياسية وبعد أن استكمل بناء حيش قوامة 200ألف جندي وصف ضابط دعى الأحزاب السياسية للحوار وبدأ يحرك ملف التحالف السياسي الذي يبدو أنه تأخر كثيرا ولم يعد لوجودة أي معنى سوى استيعاب والتحكم بمسار العمل السياسي للاحزاب وخطابها بحيث لاتؤثر على تغول الاصلاح داخل مؤسسات الدولة.


بدى اليدومي أكثر أمناء عموم الأحزاب اهتماما بأمر التحالف السياسي ونشر كل بنودة على صفحاتة الشخصية ورتب لحملة أعلامية تديرها قنواتة الإعلامية لإظهار الحدث على أنه حدث مصيري بينما تناولته بقية الاحزاب السياسية ببرود حيث أصبحت تدرك أنه أتى بالوقت الخطأ ، ظهر اليدومي يوم أمس في منشور على صفحتة الشخصية ويبدو أنه قد عجز عن إقناع قيادات الأحزاب على تحريك ملفات ثانوية داخل التحالف السياسي وعدم الاقتراب من الملفات الرئيسية وهي هيكلة مؤسسات الجيش التي ظلت الأحزاب السياسية توردها في كل بياناتها وتطالب بإعادة بناء هذه المؤسسة على أسس مهنية تتوائم مع مخرجات الحوار الوطني وظل يتهرب منها اليدومي طيلة ثلاث سنوات ، ظهر بمنشورة يحيل الأمر الى القواعد ويتهم قيادات الاحزاب بالجامدة والعاجزة ، بنفس تلك الطريقة التي كان يتعامل بها علي صالح مع أحزاب المعارضة واللجنة الرباعية ، يمتلك الجيش ومؤسسات الدولة ويحاور الاحزاب حول السجل الإنتخابي ويظهر أمام الشعب وعلى القنوات بأنه الرئيس المنفتح الذي يسمع من المعارضة ويناقشها.

 


إن أي حوار بين الأحزاب السياسية في إطار التحالف السياسي لا يبدأ من هيكلة مؤسسات الجيش وإعادة النظر في كل القرارات التي أصدرت من 2015م وحتى الآن وإعلانها للرأي العام بشفافية فأنه حوار فاشل سيظل يدور في دائرة مغلقة بلا نتائج تذكر ويعمق المشكلة السياسية ولا يحلها ، كما أن البلد منهك إلى درجة لم يعد يحتمل هذه الفهلوة التي يتعاطى بها اليدومي مع طرحته الأحزاب السياسية في بياناتها خلال المرحلة السابقة ومع ما يتطلع إلية أبناء الشعب اليمني إلى بناء مؤسسات دولة حقيقية تكون منطلقا لاستكمال التحرير ولإعادة إستتباب الأوضاع السياسية والإقتصادية والمعيشية للمواطن اليمني.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس