بغياب هادي ونائبه .. هل تطوي مشاورات الرياض صفحة الفساد والعبث داخل الشرعية؟

الاربعاء 30 مارس 2022 - الساعة 10:09 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي


اثار غياب الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر عن مشهد افتتاح مشاورات الرياض التي ترعاها دول الخليج اليوم الأربعاء التساؤل حول مغزى ودلالات هذا الغياب.

 

غياب يناقض مشهد افتتاح مؤتمر الرياض الذي عقد في مايو 2015م عقب شهرين من انطلاق عاصفة الحزم ، والذي افتتح بكلمة من الرئيس هادي وهو يتوسط منصة القاعة والى جانبه– آنذاك – نائبه خالد بحاح.

 

تناقض في المشهد الافتتاحي رغم تشابه فكرة مشاورات اليوم مع مؤتمر الأمس ، وهي جمع مكونات وقوى المعسكر المواجهة لانقلاب مليشيات الحوثي وبهدف اضفاء طابع التوافق على الحرب التي يقودها التحالف ضد المليشيات.

 

اليوم وبعد 7 سنوات تعود ذات الفكرة من جديد ولكن باختلافات بسيطة أهمها إضافة قوى جديدة تخلقت بعد مؤتمر الرياض وعلى رأسها الانتقالي وطارق صالح ، ليبقى الاختلاف الأبرز هو غياب رأس الشرعية عن مشهد الرياض 2.

 

أقرب تفسير لهذا المشهد ولهذا الغياب ان ترأس قيادة الشرعية وتحديداً هادي لمؤتمر الرياض1 كان يعكس ما تحظى به حينها من الحد الأدنى من التوافق من قبل المكونات السياسية والقبول بقيادتها للمرحلة وللحرب التي فرضتها جماعة الحوثي بانقلابها على الدولة، وهو ما اختلفت تماماً بعد 7 سنوات من هذا التاريخ.

 

 فهادي وإدارته للأمور باتت اليوم على رأس القضايا الخلافية داخل المعسكر المناوئ للحوثي ، بل والسبب الرئيسي الذي أصاب معركة اليمنيين ضد الحوثي في مقتل وانتج هزائم عسكرية لجبهات الشرعية ووضع كارثي اقتصادياً وخدمياً تعيشيه المناطق المحررة.

 

هذا الواقع يجعل من فكرة عقد مشاورات تجمع شتات خصوم الحوثي وإيران في اليمن تحت مظلة هادي وقيادة الشرعية نسفاً لها ، بعد ان تحول الرجل من عامل توافق الى عنصر خلاف وفرقة ، وكانت البداية بإقالته لنائبه بحاح المتوافق عليه وتعيين علي محسن الأحمر بديلاً عنه وهو الشخصية المرفوضة من غالبية القوى شمالاً وجنوباً باستثناء جماعة الاخوان التي احكمت بهذا القرار قبضتها على إدارة الشرعية.

 

غياب هادي ونائبه الأحمر عزز من التحليل الذي نشره "الرصيف برس" قبل مشاورات الرياض بان المؤشرات الواضحة برفض جماعة الحوثي المشاركة فيها وتأكيد أمانة مجلس التعاون الخليجي بأنها ستعقد بمن حضر، يقود الى أنها ستكون مشاورات داخل المعسكر المناوئ للحوثي وتهدف الى توحيد القوى داخله عبر التوافق على إصلاح داخل كيان الشرعية.

 

>> أقرأ المزيد : مشاورات الخليج .. بحث عن السلام أم محاولة لترميم الشرعية ؟! 

 

وبرزت تصريحات تؤكد ذلك ، لعل ابرزها ما أدلى به القيادي بالمجلس الانتقالي محمد الغيثي قبل أيام من افتتاح المشاورات بان هدفها مشاركة بعض القوى السياسية في مؤسسة الرئاسة.

 

القيادي بالمجلس الانتقالي أشار في تصريحاته الى أن أحد أسباب فشل تنفيذ اتفاق الرياض كان باقتصار مشاركة الانتقالي في الحكومة وليس في مؤسسة الرئاسة، مؤكداً بان مناقشة الشراكة في مؤسسة الرئاسة باتت قضية تناقشها كافة الدوائر السياسية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس