في الطريق الى صنعاء..!

الجمعه 02 ابريل 2021 - الساعة 09:36 مساءً

 

اول نكد , واول مايتصدر جدول همومك عند التفكير بالسفر مايمكنك مصادفته وتعرضك له في مايطلق عليها نقاط التفتيش , وتلك الوجوه البليدة التي ترى في تواجدها هناك مبلغ الحلم ومكان لتعويض حالات الشعور بالنقص لعلمي والثقافي والمعرفي.

 

نكد سماعك لتلك الاسئلة التقليدية المكررة والمملة , من فين جيت ولافين رايح وايش معك في الشنط وين تشتغل وهات البطاقة, وماشابه من الاسئلة التي يعتقد صاحبها انه وبتوجيهها قد بلغ الجبال طولا , والغى مسافات التميز بين بنطلونك ومعوزه المرفوع الى مافوق الركب, بين شعرك المسرح وصماطته المربوطة بطريقة الروفلات وتخفي تحتها كيلو من الاتربة والاوساخ.

 

اذا كانت هيئتك توحي له بأنك من فئة المتعلمين خاصة مع اقتنائك للنظارة الشمسية , تكثر الاسئلة وتتشعب وتأخذ طريقة التعامل معك طابع مختلف , مزيد من التعالي ومحاولات الاستنقاص والتحقير غير المباشر , وكل مايظن بعلوه وامتهانك , ويشعره بوهم الفارق  بين مااكتسبتة من علوم جامعتك وبندقيته المتدلية على كتفه. 

 

في الطريق من عدن الى صنعاء مثلا تستغرق على الاقل 12 ساعة في قطعها,  بعد ان جرى اغلاق الطرق الاسفلتية المعروفة, عبر الضالع او الشريجة والتي لم تكن تستغرق في السفر عبرها اكثر من سبع ساعات .

 

اذا عشرات من النقاط المنتشرة على طول الطريق, منها من يسمح لك بالمرور دون توقيف وتوجيه تلك الاسئلة الجالبة للغثيان , واخرى تطلب منك " حق المقاومة "و " حق الخدمة " وغيرها مقابل وجود العاكس على الزجاج او اي اسباب يرى صاحبها بأنها قد تشكل مصدر للابتزاز.

 

في هذه النقاط, تصادف وجوه مملة من جماعة " هات البتاقة " وهم المعروفين بشعورهم بالمواطنة الناقصة, الامر الذي يدفع بهم للاصطفاف الى جانب من يعتقدونه الاقوى املا في التخلص من هكذا الشعور , وآخرين من جماعة الهبر القرآني والامتهان القرآني وحتى الشتم والضرب القرآني.

 

عموما, هناك الكثير من الصور التي تشعرك بفارق الحياة بين الملاعين اولاد الملاعين, المنتمين لعصر الايفون وثورة الاتصالات ودولة النظام والقانون والمواطنة ومخرجات صناديق الاقتراع,  وبين شعوب فاطمة وعائشة, شعوب السلالة والمذهب والقبيلة " وما بدا بدينا عليه " ..... اللهم شماته

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس