قحطان "الخاطف والمخطوف"

الاحد 04 ابريل 2021 - الساعة 07:35 مساءً

 

يُصادف اليوم الرابع من ابريل الذكرى السادسة لاختطاف محمد قحطان القيادي الاخواني ضابط الأمن السياسي سابقا، رئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح لاحقا.

يُقال  "افعل ما شئت كما تدين تدان ولو بعد حين" . ويُقال" ما اشبه الليلة بالبارحة" . الأمثال الشعبية هي عصير لحياة الشعوب والأمم والأفراد، هي عصير لتجارب اكثر قسوة واقل راحة محمد قحطان الخاطف ثم المُختَطف اذا غاب عدل البشر حضر عدل رب البشر ، وعلى البشر ان يكونوا سعداء لعدالة السماء والسعادة هذه غايتها اليقين بعدالة الله لا التشفي.

التاريخ لا يرحم ولا يغفل ، من يعتقد انه بمرور الاشهر والسنوات تموت الحقيقة فهو واهم ولاخيال له ولا رؤية ، في الرابع من ابريل من العام 2015م اختطف الحوثيون محمد قحطان ، في هذا اليوم يقينا عاد محمد قحطان للعام 1982 يومها كانت حروب المناطق الوسطى مع تيارات اليسار الباحثه عن دولة المواطنة ،الدولة المدنية العادلة ، وهي الدولة التي تتغنى بها جماعة الاخوان الان قولا لا فعلا وقناعة..

وفي تلك الحروب العفاشية الاخوانية العبثية قُتل الكثير لكن من تم اخفائهم قسرا كانوا اكثر ، يومها كان محمد قحطان المُخَتطف الان، هو الخاطف في ذاك الزمن الدموي المؤلم ، اكرر ولكي لا ننسى في العام 1982 قام ضابط الأمن السياسي محمد قحطان باختطاف المواطن اليمني امين سعيد غلاب البتول وسبعة من اقاربه من قرية المدقة في شرعب لمجرد ان لهم تصور انساني وعادل للدولة وهي قطعا تختلف عن الدولة العسقبلية الجملكية والتي ظل قحطان وجماعته خداما لها لاكثر من اربعة عقود ، وحتى اللحظة مازال مصير غلاب واقربائه لا يعلمه الا الله والخاطف محمد قحطان..

ومافعله قحطان قبل 39 عام فعلته جماعته عام 2016 مع ايوب الصالحي ايقونة ساحة الحرية بتعز ورفيقه اكرم عبد الكريم واخرون كثر ، لكن عندما وقعت الفأس برأس الجماعة واخُتطف قحطان رأينا كم هائل من النحيب والضجيج والعويل والمناشدة للمنظمات الحقوقية والمدنية من قبل الجماعة نسوا تجربتهم السوداء القاتمة مع اليمنيين لاكثر من اربعة عقود وحتى اللحظة من الحرب و القتل والاختطاف والاخفاء القسري بتهمة انت (مخرّب ) بتهمة انت يساري كافر ملحد..

يتفننون بشكل عجيب في اختيار المسميات، لكن اليوم عندما نسميهم باسمائهم الحقيقية كمتطرفين يحنقون وهنا تحضر التقية المشبعين والغارقين بها فيقولون كذبا وبهتانا نحن نؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية وهي التي كانت سابقا مسميات تعني الخروج عن الملة والتي لاجلها تم اختطاف المئات كامين غلاب البتول كما تم قتل الالاف..

الجماعات المتأسلمة ترى افعالها بايمان يقيني مطلق هو تنفيذ لأوامر الله وبالتالي ما تقوم به غير قابل للتقييم والجدل ، لديها فائض تقية وتبدل وتحول ، لكن التجربة التاريخية مع جماعة التأسلم الكذوب والزائف على المستوى المحلي والاقليم والعالم تقول ان الحقيقة الكاشفة لها والمعبرة عنها موجودة تحت عمامة عبد الله العديني ، تقادم الجرائم لا تعني ان الناس واصحاب المظالم ينسون ، فهم يعرفون ويؤمنون يقينا انه اذا غابت عدالة البشر حضرت عدالة رب البشر ولو بعد حين ، فهو ان امهل فلا يهمل..

ولهذا نقول من اراد ان ينتصر لمظلومية محمد قحطان عليه اولاً ان ينتصر لمظلومية المئات من المخفين قسريا على مدى عقود وحتى اللحظة ، كنا في اليمن دوماً ضحايا لثقافة القهر والإقصاء والتكفير ، ثقافة أمن بها وسوقها قحطان وجماعته على مدى عقود وقالوا للناس انها الطريق المقدس لمواجهة الكفرة والملحدين ( المخرّبين ).

ولا يختلف في ذلك رئيس حزب الإخوان اليدومي عن قحطان ، فهو المتخصص بسحل وتعذيب قوى اليسار ويشتهر اليدومي بالرجل ( الليبتون) حيث كانت احدى وسائله للتعذيب بتغطيس المتهم بالماء البارد جدا تارة والساخن جدا تارة اخرى كما نغطّس كيس الشاي الليبتون في الماء الساخن، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة في العام 2001 عندما سأله مذيع قناة الجزيرة عن ذلك اجاب انه كان يؤدي دوره الوطني..

هذا هو الدور الوطني والنظام الوطني الذي كان اليدومي وجماعته هم حُراسه لعقود رغم انه نظام عسقبلي دموي ، واليدومي وجماعته هم من احرقوا رأسه في يوم جمعة في شهر يونيو من العام 2011 في جامع النهدين، حدث ذلك عندما اختلفت المصالح حول نهب وسرقة مقدرات البلد ، والعيال كبرت وكل واحد منهم يريد نصيبه..

لقد كانت حروب المناطق الوسطى هي الأكثر دموية في التاريخ اليمني وستبقى هذه الحروب ماركة مسجلة وعلامة سوداء قاتمة باسم عفاش وشيخ القبيلة الأحمر وشيخ الفتوى الزنداني ومعهم ذراع عفاش اليُمنى واليُسرى الجنرال الهارب علي محسن ، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم..

مرت ست سنوات وضابط الأمن السياسي محمد قحطان في السجن ، ومرت تسعة وثلاثون سنة وأمين سعيد غلاب البتول ورفاقه السبعة لا احد يعرف اين مكانهم ، ومرت خمس سنوات ومازال ايوب الصالحي واكرم عبد الكريم واخرون مخفيين لدى جماعة قحطا..

مازلنا نحتاج اكثر لعدالة الله لكي يتساوى الجميع ، ولا شماته عندما نطلب تحقيق العدالة. سيبقى التاريخ وعبره مدرسة واسعة لمن اراد ان يتعلم الدروس مع قناعتي المسبقة ان تيارات التأسلم لن يتعلموا ، عقولهم صدئة مغلقة ومقفلة. اختم واقول صدق القول ( كما تدين تدان ولو بعد حين )

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس