لا صوت يعلو على صوت القدس.

الاربعاء 19 مايو 2021 - الساعة 07:27 مساءً

 

لا يحبطني لكنه يستفزني ما يكتبه بعض كتبة الأنظمة الخليعة والمنخلعة تلك الكتابات تكشف ان تلك الانظمة لم تبني انسان ولم تبني وطن وعليه فقد ظلت العقلية هي هي رغم سنوات عشر من المحنة ، فلاخيال لفهم الحاضر وقرأة المستقبل ولا ضمير للاعتراف ببشاعة الماضي.  

 

عندما فشلنا في خياراتنا الكبير بفعل تراكم نفايات المنظومات الحاكمة ذات التركيب الطائفي والعشائري ، وكل نظام قائم  على التميز والعنصرية باي شكل كان هو نظام ذات طبيعة صهيونية  شكلا ومضمون، ففي لحظة سقوط تلك الانظمة اتجهنا الى تقزيم المشاريع وتصغير الخيارات ،  والتى بالتاكيد مآلها هو ان نتحول الى هنود حمر ، في مثل هذه  اللحظات البائسة غاب المفكر الحكيم لكي يرفع منسوب الانتماء لا تصغيره وتضيقه، ولان انظمة التطييف لم تبني الانسان المفكر فلم نعثر الا على المُطبل ، عثرنا على جماعة العقلنة والمنطق وهم في حقيقة الامر جماعة الهرولة ، اليوم نسمع اصوات تريد اختزال العرب في قوميات ماتت واندثرت ، اليو  نتكلم عن اليمننة في اليمن ونتكلم الاشورة في العراق وسوريا  والفرعنة في مصر والامزغة في المغرب.

 

يعتقد البعض ان هذا الانكفاء سيمنحهم الحصانة والحماية ، يهرول البعض بغباء شديد تجاه رغبات الاقليات في بلدانهم بلا وعي او ادراك لكارثية المآل  ، فصارت العروبة هي ام الكوراث والاسلام هو كل التخلف ، يريدون تجريدنا من هويتنا الكبيرة والجامعة نحو هذه المفاهيم الضيقة والعدمية ، يختصر البعض معركة غزة في حماس، وكأن من يموت من الأطفال والنساء هم من حماس ،وكأن البيوت التي تدك وتُهدم  هي ملك حماس ، وكأن الاراضي التي يُطرد ويُهجر اهلها هي ملك حماس..

 

وبدل ان تكون المعركة مع الصهيونية وما مارسته على مدى اكثر من سبعة عقود من القتل والتدمير  والتهجير ، صارت معركة البعض وبلا حياء او خجل هو  التبرير لما تقوم به دويلة الكيان الصهيوني ضد اخوة لهم لن اقول في الدين او العروبة لان هذا مزعج لهم ساقول اخوة لهم في الانسانية ، لقد بلغ العبط والهبل لدى البعض ابعد مدى واقصى حد، رغم ان المنطق والعقل يقول ان المظلوم يحس اكثر بمظلومية الاخر.

 

تركيا وقفت وتقف مع اذربيجان بدافع القومية ، وايران تحمي نفسها بالقومية الفارسية، تركيا لديها مشروع وايران لديها مشروع ، ونحن لدينا مشاريع تقزيم للمشاريع  وتصغير للخيارات  ، دول العالم تتجه نحو التكتل والاندماج لحماية نفسها ونحن نتجه نحو البرقعة والتطييف .

 

قد اختلف مع اخي حد التقاتل، فاذا وضع الحوثي بندقيته على راسي ووضع الحمساوي مسدسه على صدري ، فلن اجعل من ذلك تبريرا للتطبيع والتطبيل والتبرير  لاسوا دويلة عنصرية في التاريخ ، سوف اتجه حينها نحو الخيار الكبير وهو مواجهة  عدو عنصري غاصب ، جماعة المقارنات هذه تجرنا لكوراث متتالية بداية من التطبيل لانظمة التطييف الخليعة والمنخلعة وصولا لمرحلة التطبيع والتصهين والتبرير لبشاعة وقبح افعال الدولة الصهيونية .

 

في هذه اللحظة التاريخية سنقول لابنائنا ستبقى   فلسطين تستنسخ في كل دار عربية ، وستبقى ما بقي الزعتر والزيتون ، ستبقى فلسطين هي من تحي عظام العرب وهي رميم مهما بلغت خيانة وخبث الاقربين والابعدين. 

 

وكما بدأت اختم واقول لجماعة الهرولة والتبرير  لا صوت يعلو على صوت القدس، موتوا بغيضكم . 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس