في رحاب عبد الغني جميل!

الثلاثاء 22 مارس 2022 - الساعة 09:31 مساءً

عدنا لتونا من مدينة تعز، وكنت قد أجبرت وزوجتي الليدة نادية سلام، على السفر إليها صباح اليوم إنطلاقا من بلدة شرجب الواقعة في أقصى الريف الجنوبي لمحافظة تعز.

 

لم يكن سفرنا للعلاج ولا من أجل زيارة واجبة لأقاربنا في المدينة، كما لم نكن الوحيدين في الرحلة الإجبارية المكلفة والمذلة هذه ..

 

ثمة مسؤول في الحكومة الشرعية هو عبارة عن كتلة لحم دسمة لم ينزع منها سوى الإنسان، يدعى عبد الغني جميل هو الذي من داخل شقته المفروشة في القاهرة، اجبرني على السفر بزوجتي إلى مدينة تعز لكي تستلم راتبها من المركز الرئيسي لبنك الكريمي الذي جعل مرتبات نازحي أمانة العاصمة حصراً عليه،كما حصرها في مركز الكريمي الرئيسي بعدن، بالنسبة لنازحي الأمانة الذي سكنوا لحج وأبين والضالع وشبوة، والحال ذاته في مأرب وحضرموت والمهرة!.

 

خلافا لمحافظي المحافظات الشمالية ( البيضاء وحجة، وصعدة، وتعز، وذمار،وإب، وريمة والحديدة ومحافظة صنعاء) الذين يشاطروه الادارة من منفاهم الاختياري الوفير ،فإن عبد الغني جميل يتعامل مع نازحي أمانة العاصمة بنوع من الإنتقام النابع من مركبات شعوره بالنقص، فهو لا يجد تحت سلطانه سوى كشف النازحين الذين غادروا أمانة العاصمة لذات السبب الذي جعل منه مهاجرا يتقاضى عشرات الألاف من الدولارات ويتعسف استخدامه للسلطة ليحرمهم من عشرات الالاف من الريالات.

 

مرتب زوجتي التي توظفت ضمن ال 60 ألف وظيفة عام 2011، هو 42 ألف ريال ، وكان اليوم، 21 مارس المصادف لعيد الأم، آخر موعد لاستلام مرتبات شهري يناير وفبراير، وذلك من المركز الرئيسي لبنك الكريمي بتعز أو عدن، حسب مذكرة " جميل" التي خاطب بها الكريمي، وإلا قام بسحب المرتبات ولهفهما من حيث هو ضبع فساد متخم، ومنغمس بالملذات خارج وطنه.

 

أشجرة الحافلة من التربة إلى تعز والعودة كلفتني وزوجتي 40 ألف ريال إلى جانب التنقلات ، وكلفنا المأكل والمشرب 9 ألف ريال ،وكان معنا في الرحلة المعلمة النازحة اسماء زوجة الزميل منصور الاصبحي وابنها حذيفة لنفس السبب، وتكبدوا الخسائر ذاتها ..

 

وتقيأت الليدة واسماء أكثر من ثلاث مرات جراء سير الحافلة على طول الطريق المطرزة بالحفر  من التربة إلى تعز المدينة والعودة ..

 

وصلنا التربة ليلا وقد اوت حافلات النقل الأجرة إلى أدراجها ولم نجدها في الفرزة، وكان علينا ان نستاجر حافلة خصوصية إلى شرجب بقيمة 6000 ريال ، وحملنا عليها علبة زيت للطبخ 4 لتر بقيمة 11 ألف ريال، ونص طبق بيض، بقيمة 2800 ريال، و5 حليب بقري صغير ب 2500 ريال ، وكنا قد انفقنا ما تبقى من الراتبين بشراء علاجات تستخدمها الليدة بصفة دورية.

 

وكانت سياسات الحكومة الشرعية للتخفيف من المأساة الإنسانية المتفاقمة المستحكمة بكل البلاد أن اهدرت ثلثي مرتبات زوجتي في معاناة وحسرات إضافية، وذلك على أبواب شهر رمضان المبارك.

 

أسأل الله أن يرينا في عبد الغني جميل ومعاونيه في هذه القرارات الظالمة يوما أسودا، وان لا يوليهم على أحد من خلقه .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس