ويسألونك عن اللواء الركن مفرح بحيبح

الاحد 17 ديسمبر 2017 - الساعة 03:44 صباحاً

قل هو قائد اللواء 26 مشاة الذي بناه من الصفر..في ظل مواجهات عسكرية خاضتها قوات اللواء في أطوار تكوينها انطلاقا من معركة تحرير "قانية"على حدود مأرب-البيضاء.. مرورا بمعركة تحرير "حريب" على حدود مأرب -شبوة قبل أن يوكل اليه رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي قيادة جبهة تحرير بيحان التي ضمت اللى جانب اللواء 26مشاة تكوينات عسكرية حديثة التكوين هي الاخرى..وانجزت هذه القوات مجتمعة مهمتها الرئيسية في تحرير بيحان امس الجمعة 15ديسبمبر 2017..
على أن هناك صورة أخرى لمفرح!!!
في رأيي وبحكم قربي من الرجل وتفاصيل مسيرته في الحرب كما في السلام..استطيع القول أن مفرح بحيبح باني السلام والمصالحات والتحالفات الإجتماعية بدا اكثر تألقا وانجازا في معركة تحرير بيحان وماقبلها من معارك التحرير اكثر من مفرح بحيبح الذي بدأ الناس يرصدوه ويتابعوه كقائد عسكري صرف..
يطل مفرح اليوم على التاسع والستين من عمره..والرجل القادم من قبيلة مراد في مأرب كان قد تقاعد من الجيش اليمني في الستين من عمره ..وفي ظل نظام صالح لم يحدث أن شارك في الحروب الخطأ التي كان يسعرها صالح ..بل كان على مفرح ان يستثمر حضوره الإجتماعي كواحد من شيوخ مراد ومأرب البارزين لإحتواء الحروب والثارات التي كان النظام يتعمد اذكاؤها بين القبيائل في شمال وشرق اليمن ..على قاعدة :"فرق تسد" 
والرجل الذي عاش سنوات العطاء الشاب في تعز ..والذي كلما عاد من ساحة المعركة في بيحان يسألني ويسأل الزملاء ..ايش اخبار تعز ?..ظل حاضرا في الحركة الوطنية اليمنية كمناضل وسياسي حصيف يسهم في معالجة المسألة اليمنية بأدوات وطنية محلية واقعية ممكنه وبأفاق قومية عروبية ملهمة ومتوازنة في الآن نفسه!!
قبل أن يكلفه الرئيس هادي بتشكيل اللواء 26 مشاة ..اختاره هادي ضمن فريق الوساطة الرئاسية لحل النزاع المسلح الذي كان في منتصف 2014 قد تجدد في محافظة الجوف بين مليشيا الحوثي ومجموعات قبلية يوالي شيوخها حزب الاصلاح..
عارض مفرح تقرير لجنة الوساطة المشكلة من قادة عسكريين كبار لما حمله من تظليل.وفي مداخلته في اجتماع هادي مع لجنة الوساطة بصنعاء..قال مفرح محذرا هادي :" اخي الرئيس إن قوات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية التي ذكرها التقرير هي مالم تكن ضدك ففي احسن الأحوال هي ليست معك" وأضاف :هذا رأيي وتحذيري الخاص.. وهو ليس ملزم للجنة بالضرورة..
ظل تحذير مفرح يدمدم في وعي الرئيس هادي .. وجاءت الأحداث اللاحقة لتؤكد ان تحذير مفرخ كان هو الصواب وليس التقرير الذي تمالت عليه لجنة الوساطة وتحفظ هو عليه !!
اسقط الحوثيون صنعاء في 21 سبتمبر 2014 ..الشيء الذي أجبر مفرح على العودة من جديد إلى الحياة العسكرية وقد ايقن ان القادة العسكرين الذين سيتولون قيادة معارك استعادة الدولة والشرعية لن يشكلون 10بالمية قياسا بالقادة العسكريين الموالين لانقلاب الحوثي وصالح ..أدرك هذا مبكرا كما أدرك هادي متأخرا وكان الوقت لا يتسع لقيام مفرح بتشكيل اللواء 26 مشاة بناء على تكليفه الصادر عن الرئس هادي ..لكن مفرح كان خلفه رجال ..ورجال الرجال ايضا..
لقد هبت قبائل مراد بسلاحها الخفيف والمتوسط وراء مفرح بحيبح لخوض معركة تحرير قانية ..وهي المعركة التي فقد فيها مفرح ولداه البشير والمعتصم وكان هذا قبل ساعات معدودة من إنطلاق عاصفة الحزم..
يومها كان الانقلاب بصنعاء قد أصدر أوامره لتحريك سلاح الطيران لضرب القوات التي حررت قانية وقوات اخرى تحارب في تحرير مدينة مأرب..قبل ان يقصف التحالف قواعد الطيران الحربي في اليمن..
بعد تحرير قانية عاد مفرح ومعه عدد من الضباط المنضمين للشرعية لتشكيل اللواء على قاعدة "يد تبني ويد تحارب.." وكانت لمسيرة مفرح بحيبح الفاعلة في بناء السلام والمصالحات الاجتماعية اثرها البارز في بناء التحالفات الإجتماعية التي تم إستيعاب مكوناتها في اللواء 26 مشاة وخوض معركة تحرير حريب في مارس 2016 ..
حدد التحالف العربي وقيادة الشرعية 21 يوما أمام مفرح وقواته لحسم معركة تحرير حريب ..فكان على مفرح وقواته حسم تلك المعركة بست ساعات فقط ..ولم يسقط في المعركة سوى رجل واحد من قواته فيما خسر الانقلابيين كل مواقعهم في حريب وأجزاء من مديرية عين التابعة لشبوة..
وخلافا للتصنيفات والاحكام المسبقة التي يطلقها قادة الجيش والمقاومة الشعبية في جبهات اخرى في الجنوب وتعز والتي تصنف شرائح اجتماعية بوصفها موالية للانقلاب .فإن مفرح بحيبح مد يده لاشراف حريب وطلب منهم الحياد إذا لم يكن بوسعهم ان يقاتلوا الى جانب الشرعية ..فحايد جانب من الاشراف وانضم جانب اخر الى قوات اللواء 26 وشاركوا فعليا في معركة تحرير بيحان وسقط منهم شهداء وجرحى..وهي المعركة التي بدأت في يناير الماضي وفقد فيها مفرح نجله الثالي النقيب راشد بعد ايام من انلاعها ..كما أن مالا يقل عن 30 شهيد و 100جريح جاد بهم "ال بحيبح" العائلة التي ينتمي لها هذا القائد في مراد..وشكت خارطة الشهداء والجرحى كافة الشرائح الاجتماعية ومنها شرائح ضعيفة قاتلت لأول مرة..
وهكذا خاض مفرح بحيبح معارك التحرير والدفاع عن الشرعية ..خاضها من بوابة بناء السلام والتحالفات الاجتماعية ..
إنها التحالفات التي تحولت لاحقا إلى تحالفات عسكرية هو قائدها في معركة تحرير بيحان التي أنجزت مهمتها اليوم..
*تفاصيل أوفى ..ستجدونها في كتابي..قصة تحرير بيحان !!..الذي أعكف على تأليفها في الوقت الراهن.

16 ديسمبر 2017

 

للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.

إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط

https://telegram.me/alraseefpress

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس