هيكلة الجيش والأمن ضرورة ملحة
الجمعه 13 أغسطس 2021 - الساعة 12:18 صباحاً
جميل سيف المقطري
مقالات للكاتب
أثبتت أحداث الأمس المأساوية والانتهاكات الجسيمة والأحداث المتسلسلة التي ارتكبت من قبل منتسبي الجيش والأمن في محافظة تعز خصوصاً وفي جميع المحافظات بصورة عامة خلال الأشهر والسنوات الماضية ما آلت إليها الأوضاع التي يعيشها بعض منتسبي هاتين المؤسستين وسلبية بعض قياداتها وصمتهم من تلك الأحداث والانتهاكات أن إعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن وفقاً لمخرجات الحوار الوطني ضرورة موضوعية وتاريخية ، علاوةً على أنها مهمة وطنية ملحة يجب أن يناضل من أجلها كل الشعب اليمني بمختلف توجهاته وانتماءاته وفئاته .
لا نعول على قيادة الشرعية مدنيةً كانت أو عسكرية القيام بذلك ، فهي أعجز من أن تقوم بذلك ،فقد فشلت في استعادة الدولة، وفرطت بكل مكاسب الثورة الشبابية الشعبية ، وحرفتها عن مسارها ، كما أن قرارها لم يعد بيدها ، بل مرهون بيد غيرها ، والأمر يتطلب من كل المخلصين لهذا الوطن العمل بكل ما أوتوا من قوة لإنقاذ ما تبقى ، وفي مقدمة هؤلاء المخلصين من منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية وهم كثر ، ولا أظنهم عاجزين عن ذلك ، وشباب هذا الوطن بمختلف توجهاتهم ، فهم أداة التغيير والبناء وصناع المستقبل.
مسؤولية الجميع اليوم التداعي لإنقاذ الوطن من التمزق والمواطن من الانتهاكات والقتل ،، والعمل من أجل استعادة الدولة ووضع أسس علمية لهيكلة الجيش والأمن ووضع أسس لعقيدة عسكرية وطنية للجيش والأمن تضمن حياة كريمة لأفرادها وللمواطنين ، وتحدد مهمتها في حماية الوطن والمواطن ، والحفاظ على أمنه، ووحدة وسلامة أراضيه وسيادته ونظامه الجمهوري ، ويكون ولاؤها لله والوطن والثورة ، وحزبها الوطن والشعب ، لا تتبع فرد أو هيئة أو حزب أو جهة أو جماعة أو تنظيم أو قبيلة .
يحلم المواطن اليمني اليوم بأن يكون للوطن جيش وطني ومؤسسة أمنية راسخا البنيان ، يؤديان واجباتهما بكل اقتدار وكفاءة ، خاصة في هذه المنعطفات الخطيرة التي يمر بها الوطن ، ترسيان تقاليد رائعة في عملهما العسكري والأمني ، سواء ذلك في بناء منشآتهما وقواعدهما المادية والتدريبية المتطورة ، أو في الإعداد المتكامل الحلقات والتدريبات الميدانية والنظرية لأفرادها .
يحلم المواطن اليوم بقوات مسلحة وأمن يتحلى أفرادها بقيم وسجايا أخلاقية وطنية رفيعة ، تعزز من وفاء منتسبيها وجسارتهم وانضباطهم الواعي ، ويقظتهم السياسية والأمنية العالية ، واستعدادهم للتضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية ، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطن اليمني وتوفير ظروف مواتية لاستعادة الدولة ولعملية البناء والتنمية الاجتماعية الشاملة .
كل هذا يتطلب تغييرات جوهرية في قيادة الشرعية وقيادات المؤسستين العسكرية والأمنية والوصول إلى نظام وطني مخلص يوفر المقومات الضرورية لبناء جيش وأمن وطنيين ، ويضع أمامهما أعظم الأهداف نبلاً وعدالة ألا وهو ((استعادة الدولة والدفاع عن مكاسب الثورة اليمنية والسيادة الوطنية وحماية عملية التطور في بناء حياة جديدة ، وتجسيد جوهر هذا النظام في عقيدته العسكرية والأمنية المبنية على أساس أن الثورة اليمنية وجدت لتبقى وأن أهدافها يجب أن تتحقق طال الزمان أو قصر )) .
ومن أجل ذلك لابد من أن تشمل فلسفة البناء العسكري والأمني إعداد الكادر الوطني المؤهل ، والاهتمام بفنون العلوم العسكرية وطرق خوض الأعمال القتالية ، وتعزيز الروح القتالية والمعنوية لديهم ، بما يتناسب مع خصائص الأرض اليمنية وطبيعة بنيتها الجغرافية، وتمكينها من امتلاك أسلحة ومعدات حديثة بالغة التعقيد وتعزيز مقدرتها القتالية ، وتحديد هويتها الوطنية ووظائفها الاجتماعية الداخلية والخارجية.
إن هذا العمل مهمة وواجب وطني مقدس يجب أن يحظى بالاهتمام الكافي من كل المخلصين في هذا الوطن ، وأن توضع له الدراسات المتعمقة والخطط الاستراتيجية والآليات المناسبة لتنفيذه .
حفظ الله الوطن والمواطن.