احتفال وابتهاج الشعب بأعياده هو استفتاء سنوي يؤكد ضرورة الحفاظ على روح وجوهر ثوراته الوطنية

الجمعه 14 أكتوبر 2022 - الساعة 11:55 مساءً

من رحم ثورة الــ 26 من سبتمبر الخالدة وأهدافها كانت ثورة 14 أكتوبر المجيدة ،ولا زالت ذاكرة أمة وجغرافيا وحدوية خالدة..

 

الترابط العضوي بين الثورة على النظام الملكي في الشمال والقضاء على النفوذ الأجنبي الاستعماري في الجنوب ، كان جلياً وواضحاً في وعي من صاغوا أهداف ثورة سبتمبر .

 

الكفاح المسلح لكافة القوى الوطنية اليمنية سار في نسق واحد، شارك فيه إخوتنا الجنوبيون في القتال ضد الإمامة وضد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها ثورة 26 سبتمبر 1962م ،ثم قاتل الجميع ضد قوات المرتزقة والردة والظلام في الشمال ، وضد الغاصب المحتل في الجنوب ، وهم مؤمنون بأن اليمن واحد ، وبضرورة تحقيق وحدته فور حصول الجزء الجنوبي منه على استقلاله ..

 

بالنسبة للإنسان اليمني كانت قضية تحرير اليمن ولازالت قضية وطنية لا تتجزأ ، ولم تعرف التجزئة في الدفاع عن الثورة والجمهورية في الشمال وتحقيق الاستقلال في الجنوب ..

 

كانت كلاً من تعز وإب والبيضاء.. الخ ، قواعد للمعسكرات والتدريب والدعم والانطلاق لطرد المستعمر البريطاني ، وكانت صنعاء نواة تأسيس الجبهة القومية عام 1963م  في دار السعادة ودار البشائر ، وعند قيام الثورة السبتمبرية اندفع آلاف الشباب من عدن والمحميات للدفاع عن ثورة سبتمبر .

 

انطلقت ثورة الـــ 14 من أكتوبر من جبال ردفان لتسقط كل الدعاوي الانهزامية ، والشعارات الانقسامية ، والمحاولات الطائفية ، التي كانت تحاول إقامة كيان هزيل ، سمته الجنوب العربي ، والذي يطالب بالاستقلال الصوري تحت الحماية البريطانية ، كما أسقطت مقولة إمكانية تحقيق الاستقلال بالطرق السلمية ، ورفعت بدلاً من ذلك شعار الكفاح المسلح كطريق وحيد للحصول على الاستقلال الكامل ، والانضمام إلى الوطن الأم ..

 

لكن القوى الرجعية التي حاربت الوحدة رتبت الهجوم الرجعي الشامل ضد النظام الجمهوري في الشمال متزامناً مع إجراء المباحثات لإعلان الاستقلال في الجنوب لإعاقة قيام يمن واحد ..

 

إن احتفالات وابتهاجات شعبنااليمني بأعياد الثورة المجيدة يعد تأكيداً واضحاً واستفتاءً سنوياً على ضرورة المحافظة على روح الثورة وجوهرها الأصيل المتمثل في حماية استقلال البلاد وإطلاق روح الإبداع ومقاومة كل مظاهر الظلم والطغيان والتجزئة، فالثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر كانت بداية الميلادوالتحديث للشعب اليمني الأبي،ومن حسن الحظ أن هذا الميلاد كان عربياً ولم يكن إقليمياً أو قطرياً يعكس الرؤية القرويةوالمناطقيةوالعشائرية كما يراد لليمن اليوم..

 

ومهمة كل الوطنيين المخلصين اليوم استكمال مهمة الأبطال الذين حققوا وحدة هذا الوطن وانتزعوه بإخلاصهم الصادق من براثن التشطير والتمزق الفكري وارتفعوا به إلى مستوى الوحدة الشاملة – وحدة الأرض ووحدة البشر ووحدة الحد الأدنى من الفكر .

 

ولا ريب أن خلق رؤية مشتركة بين كل الجماعات المسلحة في إطار الشرعيةوالمتمترسة ضد بعضها، وكذلك الأحزاب السياسية ، وكل فئات المجتمع ، تستمد وجودها وقيمها من وحدةالثورة اليمنيةومن دماء الشهداء التي اختلطت فوق تراب هذا الوطن الواحد على طريق التصدي للسلالة وللرجعية والاستعمار الجديد ، ينبغي أن تكون هدف كل الوطنيين المخلصين في اليمن ..

 

إن شعبنا اليمني ينظر إلى الثورة اليمنية كنهر واحد ، بداياته سبتمبر وأكتوبر ، وأفقه الواسع الانتصار الأكبر لوحدته.. فما أحوجنا اليوم إلى الترفع عن المشاريع الصغيرة، واعتبار ذلك هو المدخل الطبيعي إلى تلاحم الصفوف لبناء اليمن الواحد وتحريره من السلالية ومخلفات عهود التشطير والعبودية، ومن الاستعمار الجديد ..

 

        ********************

عاش شعبنا اليمني الأبي..

المجد والخلود للشهداء الأبرار .

الشفاء للجرحى ..

عاشت اليمن حرة أبية مستقلة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس