عظمة ثورة 26 سبتمبر أسقطت سلطة الحق الإلهي في الحكم وجعلته حقاً لكل اليمنيين

الاثنين 26 سبتمبر 2022 - الساعة 01:31 صباحاً

ستظل ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة حدثا استثنائيا وثورة خالدة في وجدان الشعب اليمني رغم كل الظروف بالغة التعقيد التي يمر بها الوطن اليمني اليوم.  

 

فقد بعثت اليمنيين من رماد الفقر والجهل والمرض، فكانت شعلة الحياة لكل اليمنيين .. أسقطت سلطة الحق الإلهي في الحكم وجعلته حقاً لليمنيين،كل اليمنيين..

 

أدركت أن الفوارق الطبقيةالاجتماعية والاقتصادية والسياسية استلاب لليمنيين ، فكان الهدف الأول من أهدافها إزالة الفوارق الطبقية.

 

وفي مواجهة النزعات المناطقية وكل أشكال الطائفية ، هدفت إلى الوحدة الوطنية وبناء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل.

 

أحدثت قطيعة مع تاريخ الجهل ، لتعلن مجانية التعليم في كل ربوع اليمن مدناً وقرى ، وأحدثت قطيعة مع المرض ، فكان التطبيب حقاً للجميع ، وقطيعة مع الاستئثار بالأمر والمال ، فأصبح الحاكم دستورياً خادماً للشعب ومن الشعب لا اصطفاءً إلاهياً ولا احتكاراً لشؤون السياسة والحياة. 

 

وضعت ثورة 26 سبتمبر أسس الثقافة الجمهورية في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والعمل النقابي والحزبي، وجعلت الفلاح والعامل والمهني يتبوأ أعلى المناصب السياسية،وجعلت من المرأة اليمنية كياناً وجودياً ورقماً في الحياة ، بعد أن كانت مغيبة خلف حجب جدران البيوت ، وحجب الجهل ، وحجب الملابس التي تغطيها من رأسها إلى قدميها ، إذا نوديت أطلقوا عليها إسماً مذكراً مع تغييب اسمها ، وإذا نادت أطفالها استخدمت التصفيق لأن صوتها ووجهها وظلها عورة .

 

جاءت ثورة سبتمبر لتجعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم تقوم على أساس المواطنة ، لا الأحساب والأنساب ، ودعت إلى بناء جيش وطني بعقيدة وبمعايير الولاء للوطن ، لا الولاء للولاية والخلافة والبيوتات والطبقات ، وعلى أساس الكفاءة ، لا على أساس الانتماء لطبقة السادة والقضاة والمشايخ .

 

هدفت ثورة سبتمبر إلى أن يكون الفلاحون والجنود والتجار والحرفيون والقبائل هم أعلى الهرم الاجتماعي ، وانطلقت من تصور للحاضر كونه مفتاح لا العكس ، فأعادت قراءة الماضي بما يعزز من عمق الكينونة اليمنية وجدلية ارتباطها العضوي بالدائرة العربية وأفقها الإنساني ، وبنت الحاضر على أساس النهوض بقوى الشعب المنتج ، أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير وصناعة الحاضر والمستقبل .. 

 

ورغم الانحراف بالثورة عن مسارها وإفراغها من أهدافها ،إلا أنها ما تزال هي الأبهى ألقا والأولى بالعناية فكرا وعملا .. وعلى الشعب اليمني اليوم الالتفاف حول تلك الأهداف العظيمة الجامعة لكل فئاته بلا فوارق أو تمييز أو تبعية أو عمالة لأي كيان مهما كانت قوته ؛ والوقوف صفا واحدا ضد كل مشاريع الكهنوت الجديدة التي تحاول العودة بالوطن إلى العصور المظلمة .

 

 واللحظة مواتية للتوحد حول تلك الأهداف وترجمتها إلى خطط ومشاريع عملية ومواقف واضحة ؛ وعدم الاكتفاء بالطموحات والآمال ..

المجد والخلود للشهداء الأبرار  ..

عاشت اليمن حرة أبية مستقلة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس