إنه زمن اللامعقول بامتياز

الجمعه 06 أغسطس 2021 - الساعة 08:10 مساءً

لسنا أنبياء معصومين من الزلل والأخطاء ، بالقطع هذا صحيح ، ولكن في المقابل لا ينبغي أن نكون شياطين ، أو أن نتعمد شيطنة أنفسنا من أجل أطماع زائلة يزينها لنا الشيطان في كل دقيقة ولحظة.

 

من هذا الخلل في التفكير ومن تلك الزاوية النسبية ، ولد في حياتنا اللامعقول في كل شيء ، الإفراط في الكره والإفراط في الحب ، الإفراط في المديح لدرجة النفاق والإفراط في تشويه الأخر لدرجة شيطنته، وكذا الإفراط في البذخ والإفراط في الشح ، والإفراط في التقاعس والإتكالية وقلة الحيلة واليأس والقنوط ، والإفراط في اللهو واللعب والإفراط في الجدية المقيتة ، الإفراط في العبث والإفراط في التزمت والغلو .

 

كل هذه المتضادات وغيرها الكثير والكثير في قاموسنا ، وجدت في حياتنا ودخل مايسمى ب "اللامعقول"  بكل أشكاله وألوانه ، ففي ديننا الإسلامي الحنيف وسطية تجعل الدين غاية في السهولة والرحمة والمحبة ، وعندما تزمتنا وضيّقنا على أنفسنا ودخلنا في دائرة اللامعقول ، صار منا الإرهابيون الذين لا يبالون بحياة البشر ، وكذلك الأمر ينطبق على النصرانية واليهودية على حدٍ سواء ، فالمغالين حولوا الحياة إلى جحيم لا معقول في التفكير وفي التنظير وفي التطبيق ، وإن خالفت أباحوا دمك وربما عرضك ومالك .

 

وعندما حقق العلم طفرات وقفزات لا معقولة ، وعندما أتت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بما هو لا معقول ، إنشغلنا بها عن أنفسنا وعن أُسرنا وصرنا نسخاً إنسانية مهجنة ، فقدنا معها قيم ومبادئ إنسانية عظيمة ، بدرجة كبيرة يمكن أن يوصف حجم التراجع فيها باللامعقول ، فصار هذا اللامعقول هو المتحكم الحقيقي والعنوان الفعلي لكل شيء في حياتنا كلها.

 

الأسوياء الأذكياء الأكفاء هم من صاروا تهمة في هذا الزمن الردي البائس، بل هم المجرمون الذين يجب أن يُقتّلوا ويُصلّبوا من خِلاف، في حين يستولي التافهون في المجتمع على كل شيء..

 

 فأين المعقول في زمن أصبح كل شيء فيه لا معقول ، السافل والمنحط هو السيد في قومه ، بينما الطاهر النقي والتقي هو المشرّد في بلاد الله ، فأين المعقول في كل هذا ؟ إنه زمن اللامعقول بامتياز شديد.

 

▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس